زلزال، وكارثة إنسانية تدور رحاها
سالمة بنت هلال الراسبية
باحثة تربوية
في صبيحة السادس من الشهر الجاري، استفاق العالم على أنباء وقوع زلزال ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، مما أدى إلى كارثة إنسانية، ووفاة أكثر من 25 ألف ضحية بحسب آخر بيان إحصائي، كما وتحولت المناطق المتأثرة بالزلزال في شمال سوريا إلى مناطق منكوبة.
وحسب ما ورد في التقرير الأممي بقناة العربية إلى أن أكثر من خمسة ملايين مشرد في تركيا، إضافةً ل300 ألف مشرد في سوريا جراء الزلزال، والتحذير من كارثة إنسانية تتمثل في فقدان الأرواح بسبب قلة المعدات الطبية وفق ما جاء في بيان منظمة الصحة العالمية.
وتحذير آخر أطلقته منظمة اليونيسيف من ارتفاع عدد مرضى الكوليرا في سوريا بسبب تعرض شبكة المياه للدمار بسبب الزلزال.
مآسٍ كبيرة واجهها ذوو الضحايا، فهم بحاجة إلى مساعدات عاجلة وتبرعات وإمدادات طبية.
فالواقع إن الوضع أصبح أكثر مأساوية فيما بعد الكارثة، حيث أن المستشفيات تعجّ بالجرحى، والأطفال بحاجة للدعم النفسي نظراً لفقدانهم ذويهم خلال الزلزال، والجثث تحتاج إلى من ينتشلها من تحت الركام.
إن المناشدات التي أطلقتها المنظمات الدولية من خلال قنواتها الإعلامية ليست إلا صدىً للواقع الماساوي.
وقد لبّى النداء دول العالم، والكثير من الإعلاميين، ومنهم النجوم السوريون الذين غردوا في تويتر لحثّ الناس على توفير الدعم اللازم من المعدات لانتشال الضحايا من تخت الأبنية المتساقطة، وإخراج الأرواح البريئة التي لربما ما زالت على قيد الحياة تئنّ منتظرةً الفرج.
كما لاقى النداء الذي أطلقه الإعلامي مصطفي الآغا وغيره من النجوم العرب والخليجيين حملة واسعة للتبرع من أجل تقديم العون للإخوة المتضررين من أثر الزلال.
وانطلقت الهاشتاغات على تويتر منها:
“#سوريا_تستغيث.
#اغيثوا_الشعب_السوري.
ومن ضمن الحملات التي وجدت تفاعلاً واسعاً في سلطنة عمان هي حملة لدار العطاء، كما ورد على صحيفة “الشبيبة” العُمانية، إن النتائج الأولية لحملة أطلقتها جمعية “دار العطاء” العمانية لجمع التبرعات المالية لمساعدة المتضررين تحت مسمى “ألم وأمل”، وصلت إلى ربع مليون ريال (نحو 650 ألف دولار خلال 48 ساعة من بدء إطلاقها).
وأوضحت الجمعية أن التبرعات مستمرة، وأضافت: أن آلية جمع المال من خلال المنافذ التسويقية للجمعية وهي: تطبيق دار العطاء،
في وقتٍ تواصل الحملة جمع التبرعات عبر المنافذ المختلفة المخصصة لها والحساب البنكي للجمعية في بنك مسقط، وبوابة تبرعات للجمعيات الخيرية أو تطبيق “تم دن
donate.om
أو عن طريق تطبيق “طلبات”، أو عبر الرسائل النصية بشركتَي عمانتل وأوريدو.
وعلى ضوء ما سبق، ولأن الكارثة الإنسانية ما زالت تدور رحاها على إخوتنا المسلمين، وامتثالاً لقول الله تعالى في سورة البقرة (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة، الآية 245.
فإن على الجميع من ناشطين ومتطوعين وإعلاميين وكُتّاب وأدباء وجميع من بيده تقديم يد العون حتى ولو بالدعاء الوقوف جنباً إلى جنب مع إخوتنا في المناطق المنكوبة، والقيام بالواجب الإنساني، وتلبية نداء الجهات المعنية المسند إليها جمع التبرعات بالسلطنة، والموثوقة لتصل المساعدات لمن يحتاجها، في وقت باتت كل ثانية مهمة فهنالك أرواح بحاجه لمن ينتشلها من تحت الأنقاض، وهناك من يحتاج للعلاج الطارئ، ومن يحتاج للدفء بسبب الطقس البارد جداً.
رابط المصدر
https://youtu.be/zgaOcuCBSRw