قصص وروايات
الصباح اليتيم
خولة بنت محمد السعدية
رحلتَ يا أبي.
لم أعد أنا يتيمة فحسب!
كذلك صباح هذا الكون يتيم يا أبتي.
تنفسه ثقيل،
صوته أنين،
ضياؤه خافت،
حتى تغاريد الطيور رتيبة موحشة.
لم تعد تؤنسني اليوم،
لم تعد تطرب لحظات صباحي الأولى،
أسمعها همس تعاز تطوقني.
لم تعد زهور الرمان تتفتح كما كانت بالأمس، بل أراها تذبل، وتهن شجرتها.
أشعة الشمس تزيد من ظلام الأفق.
كان وجودك يا أبي -رغم مقاومتك العذابات- درعا متينا من ضربات الدهر،
تحتمي فيه عائلة بأسرها،
رحل الدرع المتين الآن،
والله أعلم ما تخبئه الأقدار لنا.
قالوا قديما:
المصائب لا تأتي فُرادى.
نعم، فقد رحل أبي،
وتتابع معه رحيل البسمات والضياء.
وانتفاضة القلب للصباحاتِ الهادئة.
هذا الصباح لم يكن هانئا يا أبي؛
إنهُ صباحٌ يتيم!