2024
Adsense
قصص وروايات

اتصال الموت

حليمة بنت حمد اليعقوبية

قبل أن تطوى صفحاتها، وقبل أن تغادر وفي ليلتها قبل الأخيرة، وصلني اتصالٌ غريبٌ في توقيته من الهاتف، جاء الاتصال المريب ليقول لي: خالك في ذمة الله، تعددت الأسماء في ذاكرتي، تُرى هل هو الأكبر سناً؟ أم أنه خالُ والدتي؟
أسئلة عديدة ترددت في عقلي، ثم حارت بي الذاكرة قليلاً، من هو المقصود؟
ثم توقف العالم من حولي لدقائق أو لساعات، ذهول الصدمة، أو لفظ الأحرف باسم أن فلاناً غادر الحياة، ثقيلة جداً.

تترك رأسي في تشتت حائر، تسترجع شريط الذكريات أم أنه شريط من سلسلة هذا العام الراحل، بقيت ليلة واحدة ثقيلة ومظلمة منك أيها العام 2022، الذي لم تنتظر حتى تشرق شمس العام الجديد، ليشرق هذا الصباح بدونك يا خالي الراحل رحيلاً بلا عودة.

نهايات العام الموجعة ولحظات الموت السوداء، ومغادرة الأكفان وتغيّر الملامح، وبكاء وصرخات تلوح خلفك أن صوتك لن يعود مرة أخرى، وخطواتك لن تتكرر إلى منزلنا، حتى ضحكاتك وسخريتك انتهت. قالت أمي إنه الوداع الأخير، تعبّر الأمهات بالبكاء والنواح الذي يدمي القلوب، فراق الإخوة، إنه الرحيل إلى الله، نعم، هو العودة إلى الله بعد أن يلتحف جسدك الطاهر تلك الأقمشة البيضاء، وتغلق عينيك، ولا تعلم من هم الذين سيبكون بعدك وينتحبون في وداع جثمانك إلى المقبرة، وتغسلهم دموع وحسرات، ومن هم المقصرون في حقك.
لحظات الموت الفاصلة، نهايات مفجعة لا بد أن تأتي ولا مفر منها.

خالي#سالم في ذمة الله

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights