أنطلاق ندوة مكافحة الاتجار بالبشر
مسقط/ العمانية
انطلقت امس فعاليات ندوة مكافحة الاتجار البشر ( المفهوم والممارسة ) التي تُنظمها اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر.
شارك في الندوة خُبراء ومختصون بمكافحة الاتجار بالبشر من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في مسقط، واللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، ووزارة التنمية الاجتماعية، والادعاء العام، وشرطة عُمان السلطانية، والاتحاد العام لعمال السلطنة،
وبحضور مشاركين يُمثلون عددًا من المؤسسات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، والجهات ذات العلاقة بموضوعات مكافحة الاتجار بالبشر.
وألقى المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان كلمة قال فيها: إن السلطنة سعت جاهدةً منذُ بداية عصر النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب
الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – نحو سن القوانين، والتشريعات والأنظمة، التي تحفظ حقوق الإنسان، وتصون كرامتهُ، حيث يأتي النظام الأساسي للدولة على رأس تلك التشريعات التي كفلت العدل والمساواة لجميع فئات
المجتمع، وحققت الأمن والحماية للمواطن والمقيم، من أي تجاوزات تمس كرامتهم، وحقوقهم المشروعة، وتأكيدًا لاهتمام السلطنة بحقوق الإنسان، جاء المرسوم السلطاني رقم ( 126 /2008) بإصدار قانون مكافحة الاتجار بالبشر؛ ليؤكد توجهات السلطنة نحو تحقيق تلك الأهداف، ومواكبتها لدول العالم في إصدار القوانين والتشريعات، وتنفيذ الآليات اللازمة، للحد من هذه الجريمة، ومعالجة مختلف أسبابها.
وأوضح المكرم الشيخ رئيس اللجنة أن مكافحة جريمة الاتجار بالبشر مسؤولية مشتركة، تقوم على التعاون والتنسيق بين عدة جهات داخلية وخارجية، ومن هنا سعت السلطنة خلال السنوات الماضية بالتنسيق مع الهيئات والمنظمات الدولية المختصة لوضع الضوابط والإجراءات التي تحد من هذه الظاهرة، وتعمل على وضع برامج تأهيل للضحايا لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع، إضافة إلى القيام بالحملات التوعوية،
وإعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا الجانب، وفي هذا الإطار يأتي تنظيم ندوة مكافحة الاتجار بالبشر (المفهوم والممارسة).
وتضمن الحفل كذلك كلمة افتتاحية حول الاتجار بالبشر قدمها الخبير الأمريكي دونالد بوشنر من اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر تحدث من خلالها عن الأهداف المرجوة من انعقاد هذه الندوة، والتنسيق القائم مع الهيئات والمنظمات الدولية المختصة لمكافحة جريمة الاتجار بالبشر، وإعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا الجانب، وتدريب المختصين من مختلف المؤسسات ذات العلاقة، والجهود المبذولة للحد من هذه الجريمة، والقضاء على أسبابها.
وشهد اليوم الأول من الندوة عددًا من المحاور؛ حيث تحدث ناصر بن عبدالله الريامي مساعد المدعي العام في المحور الأول من الندوة عن مفهوم الاتجار بالبشر، وبروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر وبخاصة النساء والأطفال، مُوضحًا عددًا من الحالات الافتراضية للمناقشة، بعدها تطرق إلى تعريف الاتجار بالبشر؛ حيث يعد مرتكبًا جريمة الاتجار بالبشر، كل شخص يقوم عمدًا، وبغرض الاستغلال باستخدام شخص أو نقله، أو إيوائه، أو استقباله، عن طريق الإكراه أو التهديد أو الحيلة، أو باستغلال الوظيفة، أو النفوذ، أو باستغلال حالة استضعاف أو باستعمال سلطة ما على ذلك الشخص، أو بأية
وسيلة أخرى غير مشروعة، سواءً كانت مباشرة أو غير مباشرة، أو استخدام حدث أو نقله، أو إيوائه، أو استقباله، ولو لم تستخدم الوسائل المنصوص عليها في البند السابق.
وفي المحور الثاني من الندوة تحدثت مروة بنت حسن البلوشية من وزارة التنمية الاجتماعية عن دار الوفاق ودورهِا في خدمة ضحايا الاتجار بالبشر، واختصاصات دائرة الحماية الأسرية المتمثلة في وضع خطط للحماية الأسرية، وتعزيز الجهود والآليات اللازمة، والمساهمة في وضع الأسس والمقومات التي تضمن توفير الاستقرار والتماسك الأسري، وتلقي البلاغات عن حالات الاساءة ودراستها ووضع الخطط العلاجية اللازمة، وإعداد قاعدة البيانات الإحصائية ومؤشرات الحماية الأسرية، والمساهمة في التوعية المجتمعية بأضرار الإساءة والعنف وتشجيع الأسر على الإبلاغ، وآلية وصول واستقبال حالات الاتجار بالبشر بدار الوفاق، والخدمات المقدمة لضحايا الإتجار بالبشر المتمثلة في الحماية الاجتماعية من خلال مجموعة من الآليات والأنشطة المترابطة والهادفة التي
تركز على تحرير الضحايا من الضغوط النفسية والاجتماعية .
وفي المحور الثالث من الندوة تحدث كبير برواني من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في مسقط عن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول قضايا الاتجار بالبشر، والآلية المتبعة في إعداده، كما شهدت فعاليات الأمس من الندوة تفاعلاً ملحوظاً من المشاركين، ومداخلات عديدة من المختصين بقضايا الاتجار بالبشر.