2024
Adsense
مقالات صحفية

مجتمعنا المحافظ؛ إلى أين؟

 ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، ليتنا طبقنا هذه المقولة في سائر شؤوننا، وليتنا اتبعنا قبل ذلك أوامر ربنا ووصايا رسولنا ﷺ ولوجدنا الحياة للقلوب والنجاة للنفوس من كل البلايا والرزايا، فما أجمل تعاليم إسلامنا الخالد ولا عزاء للمغرضين.

إن التهاون اليوم والتقصير من قبل الرجال والنساء والفتيان والفتيات في أمور دينهم لهو مما يندى له الجبين ويأسف له الحليم، فهذا حافظ على صلاته أم لم يحافظ عليها الأمر عنده سيان، وهذه تبدي مفاتنها وتخرج متبرجة، بل وتخرج خصلات الشعر من الأمام، أو تنزع الحجاب وتظهر للرجال الأجانب هكذا بلا حياء.

جرأة على ما حرم الله، كلها تصرفات لم تُعهد من قبل، ومما ندر من الأفعال لا سيما عند أهل عُمان، وتشتكي النساء المحافظات اليوم من بعض النساء الأخريات هدانا الله وهداهن بعدم التستر عن الرجال الأجانب في البيوت بحجة صلة القرابة، وهذا شرعًا ومطلقًا لا يجوز، وذلك لقول رسول الله ﷺ في حديثه الشريف المرفوع عن عقبة بن عامر حيث قال: «إياكم والدخولَ على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أرأيتَ الحَمُو؟ قال: الحَمُو الموتُ». رواه البخاري ومسلم.

ولم يأتِ تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء الأجنبيات والخلوة بهن هكذا عبثًا، وإنما لما في ذلك من عواقب وخيمة، فإنه ما خلا رجل بامرأة، إلا كان الشيطان ثالثهما.

فالنفوس ضعيفة، والدوافع إلى المعاصي قوية، وقس الحمو على ابن الخال وابن العم وكل رجل أجنبي من المرأة ويجوز له الزواج بها، ولا يجوز للمرأة بأي حال من الأحوال أن تبدي مفاتنها ولو في حضرة الأقارب من الرجال والنساء.

والستر أولى من الفتنة، والحشمة تزين الحياء، فليتنبه الرجال من هذا الخطر الجسيم ولتحذر النساء من العذاب الأليم، وهناك من النساء والرجال من يدعو على ذراريهم بالهلاك واللعنة، وفي هذا أيضًا تحذير ووعيد، ألا فانتبهوا لهذا عباد الله، فالقضاء موكل بالمنطق، والحذر كل الحذر ربما يتوافق دعاؤكم وساعة إجابة فتندمون ولات ساعة مندم، فقد حدثت شواهد من الواقع تتحدث عن هذه الأفعال الخاطئة.
إن الفعل الحسن والدعاء الطيب لهما ثمار يجنيهما المرء عاجلًا أم آجلًا، وأما الفعل الشنيع والدعاء باللعنة يأتيان بالذنب والحسرة والندامة فيقع المحظور.
إنَّ هذه الأمور بدأت في التفشي والزيادة حينما ظهر وكثر دعاة الشر الذين لا يفرقون في دينهم بين الفرس والحمار ويفتون في مسائل الشرع وفتاوى الدين على حسب الهوى والجهل، فتطاول من يتبعهم ويسمعهم من الحمقى إلى حد التمادي في المعاصي وتبديل الشرع فغابت عنهم خشية الله أولًا ثم غاب الوازع الديني، إذ لا بد أن تأتي خشية الله أولاً، ولكنهم اتبعوا أمر المتفيقهين والمتنكرين على الإسلام بحجة التنوير والتحرير، ولعمري ما هذا التنوير والتحرير إلا يقودان المرء إلى المعاصي والهلاك والعياذ بالله.

فالبدار البدار، والحذر الحذر من التفريط في شرع الله والجري خلف البدع التي ينادي بها أهل البدع والضلال، وسؤال أهل الاختصاص أسلم وأحوط لتبصير هذا النشء وهذه الأجيال، فقد كثر الهرج والمرج الذي أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان، وأصبحت أدوات القتل وآلاته في متناول اليد، كما تنوعت أشكال الفسق وسائر المحرمات؛ فنسأل الله الثبات.
فيا أيها المجتمع العماني؛ المحافظ إلى أين؟ هل هان قتل النفس ورخصت إلى هذا الحد، وهل أصبحت القلوب أشد قسوة من الحجارة ؟ فإلى أين؟ وإلى أين؟.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights