مَنْ أنَا؟ بَل مَنْ أنتم؟
أمينة بنت راشد المخينية
سؤال تكررَّ عشرات المرّات بصمتٍ على طرفِ لسانِ صديقتنا الحائرة دونَ أنْ يلقى الإجابة التي تكسرُ دهشتها وحيرتها.
خطواتٌ مُتثاقلة ودقّات قلب مُتسارعة غير مؤمنة بِما يحدث من حولها، جرّتها إلى مستنقعاتِ بها مخلفات زمننا المعاصر؛ حيثُ رأت تلك التي افتقرت للعاداتِ والتقاليدٍ التي توارثناها منذُ زمنٍ بعيدٍ جدًا.
جَالت لِتجد على حافةِ الطرقات شابات في عمرٍ الزهور، أُثقلت موازينهنّ الصيحات فاقدة الاتزان، والقناعات والمعتقدات المتذبذبة، واصلت صديقتنا طريقها مُتحاشيةً المزيد من المشاهد العاكسة لطبيعةِ حياتنا المعاصرة، ولكنّ القدر أتى بها لِيُشهدها على قلّةِ العبادة وخيانة العدالة وكثرة الملامة.
مَنْ أنتم؟
سؤال عَلا بهِ صوتها
أَلسنا بِعوائلنا نَقوى؟
وبِجيراننا نَأنسُ ونَبقى؟
ولِعلمنا بِحُبٍّ وإخلاصٍ نَسعى؟
قُلّبت الموازين..
وأَبكت الملايين.
الماضي والحاضر كالزيّت والماء، اختلاطهما
كشيءٍ مُستحيل،يطفو على وجهِ بِتمويه، أمّا الماء النّقي فيركدُ بِسُبات في قعرِ واقعنا الأليم.
تأملوها لِيأخذكم يقينكم النائم إلى دارِ الأمانِ.