فلنستثمر الدعم السامي لما هو أنفع..
خليفة بن سليمان المياحي
لقد كان للأوامر السامية لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-
(تقديم دعم ماليّ للفِرَق الخيرية التابعة للِجان التنمية الاجتماعية بجميع الولايات، وتكريم المتطوِّعين العاملين فيها، وتقديم دعمٍ ماليّ للجمعيات الخيرية الداعمة لجهود وزارة التنمية الاجتماعية) صدىً واسعٌ وكبيرٌ في الوسط المحليّ بسلطنة عمان في جميع الولايات.
وقد أبدى الجميع سعادتهم الكبيرة بذلك سواء من قِبل العاملين في المجال التطوعيّ أو غيرهم من المواطنين في شرق البلاد وغربها.
وجاءت هذه اللفتة الكريمة من مولانا صاحب الجلالة لإيمانه الراسخ -حفظه الله- بالجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون في الجمعيات والفرق الخيرية، وهي تضحيات جسيمة تستهلك الوقت والجهد؛ ومن ثمَّ فإن دعم هذه الفئة وتكريمها من أبناء المجتمع إنما هو وسام فخرٍ واعتزاز لكلّ فردٍ منهم، فنسأل الله -سبحانه وتعالى- لجلالته دوام الصحة والعافية، وأن يكون التكريم للمستهدفين حافزاً ومشجعاً لمزيد من البذل والعطاء لخدمة وطننا الغالي -سلطنة عمان- وقائده المفدّى – حفظه الله ورعاه.
ومنذ صدور الأوامر السامية تجُول في خاطري الكثير من التساؤلات عن كيفية الاستفادة من الدعم، وهل بالإمكان توظيفه ليكون رافداً مهماً وحيوياً ومستمراً لهذه المؤسسات؟ فاهتديتُ إلى طرح هذا الاقتراح لعلّ القائمين على هذه المؤسسات يستسيغونه، ويناسبهم ويدعم جهودهم.
اقتراحي هو:
بعد أن يتمّ تكريم العاملين في هذا المجال (أيّاً كان التكريم ماديّاً أو معنويّاً) يُنظر للمبلغ المخصّص للدعم لكلّ جمعية وفريق خيريّ، فيقومون باستثماره ليظلّ مشروعاً يدرّ لهم مصدر دخلٍ يكون ثابتا، وليكن (شراء عقار مكتمل البناء) ويَتمّ تأجيره، ويستعان بالمبلغ الشهري من الإيجار في مصروفات تلك المؤسسات، مع إضافة الروافد الأخرى السابقة التي كانوا يعتمدون عليها.
هنا نستطيع المحافظة على العقار ورأس مال يظل ثابتا، وما ينتج منه من إيجار مصدر دخلٍ شهريّ يُستفاد منه، أمّا إن لم يُستغلّ (مبلغ الدعم) بهذه الطريقة -في نظري- فسيتمّ صرفه دفعةً واحدة، وتكون الاستفادة منه مرة واحدة، ولكن بالاستثمار فإن حجم الاستفادة الحقيقية منه تكون طويلة الأمد، ولو فرضاً لم يتوفر العقار، فبالإمكان شراء أرضٍ في موقعٍ مناسب، ويتمّ فيها بناء محلات تجارية أو شقق للإيجار أو أيّ نوعٍ من أنواع المشاريع ذات الربحية الشهرية المضمونة المستدامة.
ختاماً، أتشرف بتقديم الشكر لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لسخاء عطائه وكرمه، ونتمنى دوام التوفيق لجميع المؤسسات الاجتماعية الداعمة للمواطن، والتي تشرف عليها وزارة التنمية الاجتماعية.