المدرسة…حياة أزمة التعليم بين الصدمة والتعلّم
د. محمد بن أحمد بن خالد البرواني
محمد للاستشارات الإدارية والتربوية.
إن الأزمات التي تواجه التعليم في مجتمعاتنا وتحدّ من تقدّمه مستمرة، ولن تتوقف طالما لم يعمل القائمون على التعليم في حلّ هذه المعضلات ووضع الحلول المناسبة لها؛ من خلال مجموعة من الخيارات، واختيار أنسب خيار للحل يتوافق مع البيئة المحيطة وحالة المجتمع؛ حيث إن معضلة التخطيط الاستراتيجي والهجرة من القرية إلى المدينة ليست التحدي الأوحد؛ بل أن هناك تحديات أخرى تواجه التعليم وتسهم بشكل كبير في تقهقره مع التسارع العلمي والتطور التكنولوجي الحاصل في العالم.
إن إشكالات التطوير في التعليم تواجه كلّ هذه التحديات مجتمعة، ومنها صنع القرار واتخاذه وما لم يعمل صانع القرار على الأخذ بالأسلوب العلمي في صنعه، كالإحساس بالمشكلة، وفرض الفروض، واختيار أفضل الفروض، والتأكد من صحته، ومن ثم تعميمه وتطبيقه، واتخاذ القرار الذي يلائم المجتمع والبيئة المحيطة؛ لما استطعنا أن نصل إلى الغاية القصوى والهدف الأسمى الذي حدّدته الرؤى، وسعت إلى وضع الأهداف الاستراتيجية والعامة والإجرائية التي عملت على وضعها منظمات التعليم المختلفة، والتي وضعت لها طرق القياس المناسبة، وأدوات التقييم العادلة والفاعلة، وطرق التقويم الناجعة، وجوانب التحفيز المؤثرة التي تعمل على تحقيق الأهداف المحقّقة للرؤية، وهو في حقيقة الأمر يؤدي إلى التقدّم والتطوّر والنجاح الدائم الذي يجعله في مصاف المتقدمين بعيداً عن مؤخرة الركب محققاً الإنجاز تلو الإنجاز.
إن صنع القرار السليم يؤدي -بلا شك- إلى اتخاذ قرار سليم، ولكن لا بدّ أن يضع متخذو القرار مبادئ الدّين، وعادات المجتمع وتقاليده، وتقدّم الوطن ورفعته نصب أعينهم وسبيل قلوبهم ومنار عقولهم وأفئدتهم؛ فالسير في هذا الاتجاه الصحيح سبيل النجاح وطريق الفوز والتقدّم.