لُطف الله
آيـه اليحمـدية
فَارقتُ رَفرفَتِ جناح الكـونُ يا ربي
وسِـرتُ ألحّن هامش ذِكرياتِ دربـي
على أطراف المدينة وجدتُ قلبـي
أحطتُ بهِ صفوًا من الأشواقِ أُلبّي
بغفلةٍ مِنّـي أذَقتهُ ثقلَ هُروبـي
فرأيتُ عذرًا يختطفُ مِلأَ جيوبـي
خبّأتُ رأسـي بوجهٍ عابسٍ بشحوبي
فوددتُ أن أمضي بِحملَ ثُقوبـي
مُتأملة بِبَحـةِ الحُزنِ الموهُـوبِ
أُدوّنُ من دُمـوعي بلونِ أُسلوبـي
أجوعُ نجاةَ المختالِ دونَ ذُنوبِ
فلَسـتُ أهذي بل قدِمتُ بمَكتوبـي
قدِمتُ أُبادِل الأعوامَ أثرَ حُروبـي
من بعضِ وِصال القدرِ المَرغوبِ
أيّهـا الموتُ أيّ جرمٍ ارتكبت؟
وأيّ ذنبٍ اقترفت
لتسلبه مني
رغـم وجود المـاء تعطّشت
وفي ظلّ فقر الصلاحِ تربعّت
رُغـم خوفي، وانكساري،
وألمي وحواري
رُغم أنّي مُت ونبضي ساري
حَسرتي، ووجهي ولون شعاري
يُحيي بقلبـي تُحفةَ الأقدارِ
سُجِنَ حرفي
حُكِم بوحي
ورفعت يدّي باندفاعٍ خافي
نطقت بدائي حتى حلمت شفائي
بعالمي تُكسر الضلوع
صوتي محكومٌ مؤبد
سـامني البَثّ الأليـم
والوَجع ساطعٌ يُبرِدنـي
أيهـا الماء في ينبوع جاري
إنها أمنياتي ومساري
لِمَ تحرقني وأنت جواري!
ألم أخبرك أن العيون مجاري؟
قعرها مملوء
واستهلاكها مطفيّ
والأنوار تحرقها
حبّها للظلام أصبح متوالي
ضوء الليل يحميها
وحضن الرّب يُشفيها
ويخفي جوبعة ما فيها
والله هانَ كل ما بحت بأنه لن يهـون
وبوقتي الثمين اندفعت
دون مقاطعة منه
أتحاور وأذرف طاقتي
يسمعني، ويراني!
لقد استُهلكـتُ دون أن أشعـر، كـانت الثواني كلـها لي، والوقت يندفع كلـه لأجلي، كُنت أتحاور فيها مع الله فلم أجد ولا مقاطعة منه، كان يسمعني ويُخفي ما عظّمه صدري؛ إنه لُطف الله يا رِفاق.