2014
Adsense
مقالات صحفية

رحلتي إلى شمال إيران (1) الاستعداد والتخطيط للرحلة

خلفان بن ناصر الرواحي

بعد عودتي من رحلة “زنجبار” والعودة للوطن وبلدي الحبيب سلطنة عُمان، كنت على موعد آخر لشد الرحال في رحلة سياحية مع عائلتي الكريمة؛ حيث كان الاتفاق على السفر لدولة تركيا، وبالتحديد منطقة الشمال، إلا أن الأمر لم يكن حسب المخطط من الناحية المالية؛ حيث كان ارتفاع قيمة تذاكر السفر وقيمة الإقامة في ذلك التوقيت بالذات، فقد وصلت قيمة تذكرة السفر ما يقارب الأربعمائة ريال عُماني تقريبًا للفرد، وذلك في نهاية شهر يوليو وشهر أغسطس عام ٢٠٢٢م، وبهذا قررنا تغيير الوجهة السياحية إما إلى المنطقة الجنوبية من سلطنة عُمان أو إلى دولة أخرى وضمنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تشاورنا في الأمر واتفقنا على خيار السفر خارج الوطن، ووقع الاختيار على شمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبدأت بالبحث عن شركات ومكاتب سياحية لشمال إيران عن طريق محرك البحث في الشبكة العنكبوتية، والتواصل مع بعض الإخوة والأصدقاء، ومن لهم الخبرة السابقة للسفر لشمال إيران، ولم أجد الشركات السياحية المناسبة التي تعينني على ذلك، إلا أن جهود الأصدقاء ساعدتنا لاتخاذ القرار المناسب الذي ساعدنا في قرار السفر لشمال إيران؛ حيث حصلت على رقم التواصل مع العديد من المترجمين هناك، واتفقت مع مترجم إيراني له خبرة سابقة للتعامل في ترتيب أمور الرحلات السياحية لشمال إيران مع أحد أبناء بلدي في رحلات سابقة، فكان التواصل معه مباشرة لترتيب أمور هذه الرحلة.

لم أكن أتوقع تكاليف هذه الرحلة السياحية بعد تواصلي مع المترجم الإيراني من حيث كلفة السكن، وتنظيم النقل اليومي خلال فترة رحلتنا التي سوف نقضيها هناك، وذلك مقارنة بتكاليف رحلة شمال تركيا أو الرحلات السابقة التي قمنا بها لبعض الدول الأخرى، ومقارنة بكلفة السياحة الداخلية لجنوب السلطنة أيضًا، فعلى سبيل المثال، في فترة موسم ما يسمى بالخريف بمحافظة ظفار الواقعة جنوب سلطنة عُمان خلال هذه الفترة من الصيف التي تمتد من منتصف شهر يونيو وحتى نهاية شهر سبتمبر من كل عام؛ حيث تتميز المنطقة بظاهرة مناخية فريدة من نوعها تحوّل المنطقة بكاملها إلى جنّة استوائية؛ حيث يعيش زوار المنطقة موسم الخريف في فصل الصيف، مكان أخضر يلفّه الضباب من كلّ حدب وصوب، وتدفق العيون وانسياب الشلالات المائية، فيكون هناك إقبال شديد من الداخل والخارج وخاصة من منطقة الخليج العربي، الذي يرفع من قيمة العرض والطلب على المساكن ووسائل النقل والمعيشة أيضًا.

فبعد حصولي على عرض الأسعار من المترجم بشمال إيران وجدت فارقًا كبيرًا جدًا؛ حيث إن كلفة الإيجار اليومي لشقة سكنية مفروشة بأحد عشر ريالًا عُمانيًا، ووسيلة النقل لحافلة صغيرة لعدد ١٥ راكبًا مشمولة كلفة الوقود والسائق بخمسة وعشرين ريالًا عُمانيًا، وهذه الكلفة شاملة أتعاب ترتيبات المترجم أيضًا. فمقارنة بكلفة الإيجار اليومي للشقة المفروشة لمحافظة ظفار بجنوب سلطنة عُمان فإنها تصل بين خمسة وثلاثين ريالًا عُمانيًا والأربعين، ووسيلة النقل لسيارة الدفع الرباعي قد تصل لأكثر من خمسين ريالًا عُمانيًا دون السائق والوقود؛ فلهذا كان القرار للسفر لشمال إيران ولمدة اثنى عشر يومًا برفقة عائلتي الكريمة، وكان عددنا سبعة أفراد، وكان ذلك القرار مبنيًا على ارتفاع الكلفة في السياحة الداخلية بالوطن، ورغبة في التغيير للاستجمام والتعرف على ثقافة دولة جديدة والخوص في تجربة جديدة، وتم حجز التذاكر بقيمة أقل بكثير من كلفة شمال تركيا؛ حيث كانت قيمة التذكرة للفرد بمائة وسبعة وخمسين ريالًا عُمانيًا، ولهذا حجزنا لفترة خطة الرحلة من تاريخ ٣ أغسطس وحتى ١٥ أغسطس عام ٢٠٢٢م، ولتكون الوجهة السياحية لبعض مناطق شمال إيران وهي؛ (كلارديشت، جالوس، نوشهر، رامسر)، وبعض المدن القريبة منها، واتفقت مع المترجم الإيراني للسكن ووسيلة النقل اليومي مع أتعابه بقيمة إجمالية بلغت أربعمائة وعشرة ريالات عُمانيًة لعشر ليال غير شاملة الكلفة المعيشية، والتي سوف نحاول أن نتحدث عنها ولو بشكل مختصر في المقالات القادمة بإذن الله تعالى.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights