مشروع يقوم على معالجة المياه الرمادية بمدرسة جماح للتعليم الأساسي
نزوى – النبأ
مع التنامي المستمر لاستخدامات المياه بشكل كبير؛ أدى ذلك إلى انخفاض منسوبه في الأرض، وزيادة كميات المياه الملوثة ونقص كمية المياه العذبة النقية؛ ومن هذا المنطلق بدأ فريق العمل على مشروع “انتماء وبناء” بمدرسة جماح للتعليم الأساسي في إيجاد طريقة تسهم في الاستفادة من المياه الرمادية المتمثلة بمياه غسيل الملابس، وغسيل الأواني، والاستحمام، ومياه الطبخ حيث يعد استخدام الماء في هذه الأغراض استنزافا كبيرا مقارنة بالمياه المختلطة بالفضلات الآدمية (المياه السوداء) من هنا جاءت فكرة المشروع.
وحول فكرة المشروع حدثتنا سالمة الحنشية أخصائية أنشطة مدرسية بمدرسة جماع للتعليم الأساسي: رأى فريق انتماء وبناء بالمدرسة ضرورة استحداث نظام فلترة تستخدم فيه كرات تحتوي على الكربون النشط الذي يلعب دورا في حبس البكتيريا ويساعد في امتصاص المعادن الثقيلة، بالإضافة إلى تزويد البكتيريا بالهواء لتصبح بكتيريا نافعة تقوم بهضم الفضلات بشكل سريع مع إضافة صخور حيوية تساعد على تنقية مياه مغاسل المدرسة من المخلفات الصابونية والأمونيا السامة والمركبات العضوية البشرية الضارة وذلك بسبب إنماء أنواع مختلفة من البكتيريا النافعة التي تقوم بوظائف مختلفة مثل هضم الأمونيا السامة ولمركبات الهيدروكربونية وامتصاص الروائح الكريهة كغاز كبريتيد الهيدروجين لتكون المحصلة النهائية ماء نقيا صالحا لري المزروعات بمشتل المدرسة. وأضافت الحنشية: أن المستفيد الأول من المشروع هم طلبة المدرسة على وجه الخصوص، والمجتمع المدرسي بشكل عام، والمجتمع المحلي.
أهداف المشروع:
أما أبرز الأهداف التي يسعى المشروع لتحقيقها قالت سالمة الحنشية: غرس قيم المحافظة على الموارد البيئية المتاحة وتدويرها، ونشر ثقافة ترشيد المياه في الحياة اليومية، كذلك غرس ثقافة الاستدامة في المجتمع المدرسي والمجتمع المحلي، و تفعيل دور التقنيات الحديثة والحلول المبتكرة في المشاريع البيئية لمعالجة قضايا ومشكلات البيئة المحلية والعالمية (شح المياه)، إلى جانب إكساب الطلبة مهارات البحث والتقصي لحلول مشكلات البيئة بتطبيق منهج البحث العلمي، وتؤكد الحنشية أن المشروع جاء لتفعيل المناهج التعليمية، وتوجيه الطلبة إلى استخدام الأجهزة والمعدات الحديثة التي يمكن الاستفادة منها في دراسة العلوم البيئية، كذلك زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي، وعمل شراكة حقيقية بين المجتمع المحلي والمدرسي فيما يتعلق بالقضايا البيئية.
مبررات ومرتكزات المشروع:
أشارت الحنشية بأن انتماء ونماء جاء من بعد تقصي وبحث: حيث وجدنا هناك قضايا بيئية تحتاج لحلول مبتكرة بتكلفة أقل، كذلك ثراء المدارس بطاقات وإمكانات طلابية قادرة على تبني أفكار ومشاريع بيئية، مع توافر الموارد اللازمة لإعادة تدوير المياه الرمادية. أما مرتكزات المشروع فإنه يقوم على أربعة مرتكزات وفق أهداف التنمية المستدامة وهي العمل المناخي: توجيه الطالب لإعادة تدوير الموارد البيئية المتاحة (المياه الرمادية)، أما المرتكز الثاني المياه النظيفة والنظافة الصحية: من حيث معالجة المياه الرمادية بتقنية مبتكرة، والمرتكز الثالث التعليم الجيد: وذلك باستغلال المياه المعالجة في إنشاء المشتل الزراعي كبيئة جاذبة للتطبيق العملي للتعلم، مع غرس مبادئ البحث العلمي، كذلك مرتكز الصناعة والابتكار: من حيث تنمية قدرات الطلبة وإمكاناتهم من خلال غرس أسس البحث العلمي.
أهمية المشروع:
وأكدت سالمة الحنشية المشرفة على المشروف أهمية المشروع التي تكمن في أنه يساعد على إيجاد حلول للمشاكل البيئية كمشكلة (شح المياه)، كذلك فإن النظام المستخدم لتنقية المياه الرمادية صالح لمدة 25 عاما مع الصيانة الدورية كل خمس سنوات، وبتكلفة زهيدة مقارنة بحجم الفائدة وهي الاستفادة من الماء وتوفيرها للري؛ مما يقلل تكلفة مياه الري التي تستخدمها المدرسة، أيضًا سيفتح المشروع ابتكار طرق جديدة للزراعة منها: الزراعة بالفطريات.
خطط التطوير والاستدامة:
واختتمت الحنشية حديثها بالمقترحات والخطط التطويرية للمشروع ومنها: إمكانية تنفيذ المشروع في بيئات مدرسية أخرى، وزيادة مساحة الأرض المزروعة (المنطقة المحيطة بالمشتل) بأشجار متنوعة وبطرق لا تستهلك ماء (الشرنقة)، كذلك التوسع في تنقية كمية الماء بحيث تشمل مياه الصرف الصحي بدلا من المياه الرمادية فقط.