اصنع السعادة لنفسك ولمن حولك
الكاتبة والإعلامية نانسي نبيل فودة
في زمن كثرت فيه الضغوط والمشكلات والتوتر، حتى أصبحت فوق تحمل البشر، أصبح عالم بلا روح، عالم يعيش بوتيرة واحدة، وتيرة التسابق من أجل النفس والذات، فأخذهم إنغماسهم وتصارعهم في الحياة إلى الكثير من الحزن والكآبة والبعد عن ما يجدد الأمل والتفاؤل وصنع السعادة، فبعضهم يري أن التسابق من أجل المال هو السعادة، وبعضهم الآخر يرى أن السعادة بالإنجاز والنجاح وتحقيق الطموح، وبعضهم الآخر يري أن السعادة تكمن في تحقيق المعادلة بين النجاح والعمل والمال بالإضافة إلى أساس تربوي سليم لبيت صالح؛ فالسعادة هي قرار ليس بالصعب ولكن يحتاج إلى تعمق وفهم، وذكاء إدارة جميع جوانب حياتك، فأنت وحدك قادر على تغيير حياتك إلى الأفضل وجعلها سعيدة، فالكثير منا لو أخذ ورقة وقلماً وكتب فيها الأشياء التي تسعده لوجدها عديدة بل وأكثرها قريبة منه ولكن لا يشعر بها، والمشكلة تكمن في وضع هذه الأمور موضع التنفيذ، وتلوينها بألوان مختلفة لتبرز جمال السعادة التي باتت خفية، فهي حلقات متداخلة تتدخل فيها عدة عوامل؛ كالتبادل والود الاجتماعي المتميز، والأسرة المتماسكة، والعطاء الخيري، والشعور بالرضا النفسي، وبناء أسرة على وعي ورضا تام بقيمة الأشياء التي يملكوها حتى لو كانت ضئيلة، وتقدير الأشياء الجميلة التي تحيط بهم، إلى جانب التحلّي بالصحة البدنية وتمام سلامتهم، فالسعادة هي أن تعيش كل يوم بأمل جديد وبعمل جديد، أن تعيش حياتك دون أن تنظر للوراء إلّا للذكريات السعيدة، التي تجدد فيك السعادة وإنشراح الصدر، السعادة هو أن تكون قانعاً بما عندك وراضياً عن ما أنت عليه، وشاكرًا بما أعطاك الله ورزقك به، فأنظر إلى مَن هو أقل مِنك في النعم ومن هو أكثر مِنك في البلاء، لا تبحث عن سعادتك أن تستمدها من الآخرين وإلّا ستجد نفسك وحيداً ولكن إجعل نفسك مصدر السعادة لنفسك ولغيرك، السعادة في أن تسمع كُل شيء يتحدث من حولك حتى الطيور والزهور، تخبركَ أنّك تستحق الفرحة والسعادة، لأنك جدير بها، فطيبتك وإيمانك بالله تستطيع تغيير أصعب الأشياء في حياتك، وأن ترسم على وجهك ابتسامة السعادة إلى الأبد، حتى وإن فارقت الحياة فسيتذكرك من حولك بطيب سعادتك وجمال ابتسامتك.