الأندية الرياضية، وأحداث كأس العالم.. قطر 2022
حمود الحارثي
مع انطلاقة الحدث الرياضي العالمي الأبرز على مستوى العالم واستمراره خلال الأيام القادمة والأندية الرياضية مغيبة في صمت عجيب بعدما كانت هذه الصروح الرياضية تعج بضجيج شبابها وشيبانها.
أذكر في زمن ليس بالبعيد جدا منذ سنوات توسدت ذكرياتها الخالدة متكئا بمخيلتي استحضرتها الذاكرة عبر محطات أروقتها في طريق العودة إلى زمن جميل؛ حيث الأندية الرياضية كادت تكون البيت الأول للشباب، وكانت التجهيزات والاستعدادات مبكرة للدورات الرياضية الرمضانية التي كانت في أولويات جدول أعمالها من حيث الأهمية التي تسخر لها كافة الإمكانيات الداعمة للشباب تعزيزا لروح الانتماء في نفوس أبناء النادي ومحبيه في ظروف مادية وتقنية ومنشآت قد تكاد لا تذكر.
واليوم مع كل الإمكانيات والدعم المسخر للأندية الرياضية مادية كانت أو منشآت رياضية وتقنية من المحزن ألّا نسمع لها صوتا في ظل هذا الضجيج الرياضي العالمي مع تشفير قنوات نقل مباريات كأس العالم، بل من المؤلم جدا أن نرى شبابنا متناثرين أمام شاشات المقاهي والمطاعم وصروحنا الرياضية مغلقة الأبواب مظلمة القاعات.
أستذكر بحزن أيام نادي المضيرب الرياضي ولياليه لا سيما صباحات ومساءات شهر رمضان المبارك، وبطولات كأس العالم الذي كان حاضنا لشباب الولاية بكل ما فيه، مستذكرا بعضا من أبيات الشاعر الراحل الوالد أحمد بن سعيد الحارثي طيب الله ثراه في قصيدة (نادي المضيرب) :
دعْني عذولي حليف الوجد والسهر
دعْني فما طمعي في التبر والدرر
وجدت مغنى ولا لي فيك من عوز
دعْني أكرس جهدي آخر العمر
وجدت صرحا بهذا النادي يكفله
دعْني به أمزج الألحان بالصور
نادي المضيرب خذها حسب معرفتي
مقالة تتهادى في ضياء القمر
رعى الله أيام نادي المضيرب الرياضي، ورعى الله أياما من الزمن الجميل التي قد لا تعود، وفي قصيدة أخرى للشاعر حملت عنوان : (رمضان ونادي المضيرب) يذكر فيها أيام شهر رمضان ولياليه، وكيف كانت الأندية حاضنة لشبابها الزاخرة بمختلف الأنشطة والمسابقات الثقافية والرياضة، ككرة القدم والطائرة وتنس الطاولة والشطرنج وغيرها التي تختتم لياليها بحفل تكريم للداعمين والمشاركين في بطولاتها الرمضانية بحضور أبناء الولاية التي لا تتسع قاعة المسرح لهم في معظم المناسبات.
وأنت ترفل هذا اليوم من فرح
حيث الشباب أتى للحفل والسمر
هذا الشباب الذي لا زال مبتهجا
بما له من نشاطات بلا كدر
وعن رمضان ونادي المضيرب؛ حيث قال :
رمضان هل بنوره وتجلى
والعيد جاء لفرحة الإسلام
إلى أن قال :
وإليك يا نادي المضيرب درة
حمراء مثل الورد في الأكمام
خذها كتهنئة لعيد بوركت
أيامه عن باقيَ الأيام
يا ناديا فقت الثريا منزلا
بإدارة سارت بكل نظام
مختتما لها :
وكذا الغدير تحية مني لها
وكذا فريق الإتحاد السامي
في إشارة للدور الثقافي والفرق الرياضية في ذلك الوقت، وما وصف الشعراء للأندية والفرق الرياضية إلا توثيق لحقبة زمنية حينما كانت الأندية تنبض بالنشاط، وما لها من شأن كبير في نفوس أبناء المجتمع الذي لامس شغاف قلوبهم، وليس بالأمر الهين أن تتدفق قرائح الشعراء والكتاب دون مؤثر وموقف استحق ذلك، وما حرّكه إلا نتاج جهد وعمل محفوف بالدعم المجتمعي قد بلغ منتهاه، ؤلعل القادم الجميل ما زال في انتطارنا، وكلنا نتطلع إلى لقياه.
فهل سنرى ما يبهج النفس فيما تبقى من عمر الوقت مع انطلاق بطولة كأس العالم قطر٢٠٢٢ استدراكا من الأندية والفرق الرياضية التابعة لها في توفير شاشات، ومكان مناسب للشباب والرياضيين لمشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم..؟ فما لا يدرك كله لا يترك بعضه.