نوفمبرُ بدونِ قابوس
أزهار الخروصية
أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى وَهَنٍ
بِظَهْرٍ مَنْحَنِي وَرَأْسٍ مُنَكَّسٍ
فَسَأَلْتُهُ مَنْ أَنْتَ؟
رَفَعَ رَأْسَهُ بِثِقَلٍ
فَإِذَا بِي أَرَى وَجْهًا شَاحِبًا
وَكَأَنَّ النُّورَ قَدْ نُزِعَ مِنْهُ
تُمْلَؤُهُ تَقَاسِيمُ حُزْنٍ وَانْكِسَارٍ
فَأَجَابَنِي بَعْدَ تَرَدُّدٍ
وَأَنَا أَرَى ارْتِعَاشَةَ يَدَيْهِ:
أَنَا نُوفَمْبِرُ
فَشهقتُ شهقةَ دَهشةٍ وسُرُورٍ
وقُلْتُ لَهُ : نَعَمْ عَرَفْتُكَ
أَنْتَ نُوفَمْبِرَ الْمَجِيدُ
أَنْتَ مَنْ أَنْجَبْتَ لَنَا سُلْطَانَنَا
قَابُوس بَانِي النَّهْضَةِ
مَنْ بَدَّدَ ظَلَامَ عُمَانَ
وَجَمَعَ شَتَاتَهَا
رَدَّ عَلِيٍّ وَالدَّمْعُ قَدْ أَغْرَقَ عَيْنَيه:
وَلَكِنَّ ابْنِي قَدْ رَحَلَ
وَهَا قَدْ أَتَيْتُ بِدُونِهِ
وَلَمْ أَعُدْ أَنَا نُوفَمْبَرُ الْمَجِيدَ
وَلَمْ يَعُدْ لِي ذِكْرٌ عَلَى الْأَلْسُنِ
وَلَا يُوجَدُ مَنْ يَحْتَفِي بِقُدُومِي
فَأَجَبْتُهُ: وَلَكِنَّ ابْنَكَ مَازَالَ حَيًّا فِي قُلُوبِنَا
وَمَازَالَ الشَّعْبُ يَلْهَجُ بِذِكْرِهِ
وَالدُّعَاءِ لَهُ عَلَى الدَّوَامِ
وَلَا زَالَتْ عُمَانُ تَنْعَمُ بِالْإِزْدِهَارِ
تَحْتَ ظِلِّ مَنْ اخْتَارَهُ
ابْنُكَ لِيُكْمِلَ مَسِيرَتَهُ
سُلْطَاننَا هَيْثَمُ بْنُ طَارِقٍ
حَفِظَهُ الله
وَمَازِلْتَ أَنْتَ مُمَجَّدًا
اذْهَبْ وَأَلْقِي نظرةً على شوارعها
حيثُ تُرَفْرِفُ الأعلامُ
وتَشُعُّ الأنوار
بُشرى لِقُدُومِك
وانْظُرْ كَمْ مِنْ شَاعِرٍ قَدْ خَطَّ
الأشعارَ تَعْظيمًا لِمَكانَتِك
كُنْتَ ومازِلْتَ العيدَ لِعُمَان وَشَعْبِها