فرص عودة السياحة
محمد علي البدوي
قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية: إن نسبة السياحة الآن تعد ٧٠٪ بالنسبة لما قبل كورونا.
إذا صحت هذه النسبة المئوية فهذا يعد من الأمور المبشرة التي تدعو إلى التفاؤل وسرعة العمل على زيادة هذه النسبة.
يجب على الجميع الاستفادة في فترات التراجع، وعدم الاستسلام، والبدء على الفور العمل على تنمية الاستثمار المستدام في البنية التحتية والأفراد والتعليم المناسب.
بعض معاهد السياحة الخاصة تعطي الشهادات العليا دون التدريب أو القدرة على التعامل مع القطاع بكل تقاطعاته وتداخلاته.
يجب وضع الاستدامة فوق كل شيء وقبله، وأن يتم الاعتماد على الابتكار والشباب، وتنمية المهارات البشرية، وتنويع أنماط السياحة والنظر إلى السياحة نظرة مختلفة كونها قادرة على تعزيز السلام الدولي.
ناشد متخصصون من دول مختلفة بضرورة الاعتماد على خبراء يتميزون بتنوع الفكر والخبرات والتجارب، وأن يكونوا من ذوي خلفيات مختلفة يمثلون كافة التوجهات والثقافات، وأن يكون التركيز على التعاون وليس المنافسة.
يجب على الدول تفعيل بنود برنامج “one Planet” للسياحة المستدامة، وأن يكون العمل على قدم وساق؛ لعدم فقدان الوقت الذي يمر بسرعة بينما ما زال الملايين من العمال السياحيين يعانون جراء تراجع القطاع.
يهدف هذا البرنامج إلى تسريع الاستهلاك والإنتاج المستدامين في السياسة والممارسات السياحية؛ لمواجهة تحديات التلوث، وفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ.
ويعزز تبادل المعرفة وفرص التواصل لتحديد الأولويات الجماعية وتحديد الحلول.
لقد عقد العديد من المؤتمرات والاجتماعات، وخرجت عشرات التوصيات معظمها لم ينفذ على أرض الواقع؛ حيث ما زالت معظم الدول تتعامل مع الموضوع وفق مصلحتها الخاصة، وليس المصلحة العامة.
تذكروا إعلان جلاسكو ٢٠٢١، والذي نص على ضرورة مساعدة السياحة العالمية لتتحول إلى قطاع مستدام، ولكن لم تقدم دول العالم خاصة المتقدمة ما يبرهن على صدق نواياها في الوقوف بجانب القطاع.
ولكن قدرة السياحة على التعافي واحتياجات الشعوب إليها سيشكلان قوة ضغط لجعل الحكومات تهتم وتخصص جزءا من اهتماماتها للسياحة.
فرص العودة كثيرة، ولكنها بحاجة إلى الدعم الكامل من كافة أصحاب المصلحة سواء كانوا دولا أو قطاعا خاصا.
لا أحد يقف ضد السياحة، ولكنها أولويات وظروف دولية شديدة التعقيد، حروب وأوبئة وصراعات واقتصادات تعاني، وارتفاعات جنونية في الأسعار مع حالة من شبه اليأس لدى الجميع (مُسوّقين ومسؤولين) مما يواجهم من مكشلات شبه يومية.
الحلول والأفكار كثيرة ومتعددة، ويبدو أن الشغل الشاغل لمنظمة السياحة العالمية هو العمل على إعادة السياحة، وترى المنظمة أن البداية تبدأ من إعادة التفكير في السياحة بشكل مختلف.
ويعني ذلك إعادة تقييم كل جزء من القطاع السياحي -ما نقوم به، ولماذا نقوم به؟ كما يعني أيضا إعادة التفكير في كيفية توصيلنا لما نقوم به، وأيضا التفكير الصادق حول ماذا نريد من السياحة؟
يجب التركيز على الجودة الشاملة والعمل على تحقيق الاستدامة، وجعلها الهدف الأساسي في كل الخطط التسويقية المستقبلية، وتعزيز الاستثمار، وتحقيق الحد الأدنى من التواصل المرتبط بتنمية البيئات المستقبلة والمضيفة وتطويرها.
لا شك أن مشكلات السياحة كثيرة، ولكننا قادرون معا على إيجاد الحلول الشاملة.
حفظ الله مصر جيشا وشعبا.