تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

مقال : أين هم ؟

 

صالح بن خليفة القرني

كان لي رحلتان إلى مطرح وروي خلال هذا الأسبوع وحين صليت المغرب في أحد جوامع مطرح إذا بالشيطان يوسوس لي لأطرح المسكوت عنه وتواردت علي الأفكار حين قمت لجمع صلاة العشاء قَصْرَاً.

كنت قد كتبت على الفيس بوك منذ فترة طويلة التعليق التالي: “لتعرف سبب أزمة الباحثين عن عمل صَلِّ الجمعة بجامع السلطان قابوس بروي”، استحضرته حين تجولت في شوارع روي وأزقة سوق الظلام، فالسواد الأعظم من الباعة وافدون.

ليست روي ومطرح وحدهما فقد أصبحت ترى بأم عينك تقهقر أعداد العمانيين العاملين في المحلات التجارية كباعة في مختلف المحافظات، حتى إن بعض الأنشطة التي نعلم يقيناً أنها معمنة أصبحنا نجد عمالة وافدة فيها وها أنت تشاهد في المكتبات باعة وافدين وفي محلات بيع الملابس وافدين ومحلات الهواتف وحتى المحاسبين في المراكز التجارية من الوافدين فأين هم الباحثون عن عمل؟ أم أنهم عملوا دون أن أعرف؟ إن كانوا قد توظفوا جميعاً فلِمَ يتصَدَّر هاشتاقهم الترند على تويتر؟

لست من المتعصبين لأبناء بلدي وقطعاً لا أكن للوافدين أي ضغينة، ولكنني قلق لهذا الوضع الذي نجد فيه ابن البلد باحثاً عن عمل بينما الأعمال بيد هؤلاء ولعل أكثر ما يدمي القلب أن تجد من يستحوذ على وظيفة في أحد المنشآت وشهادته من جامعة وهمية.

أشد ما يخشاه أن يحجم أبناؤنا عن الدراسة الجامعية حين يروا إخوانهم ينضمون سنوياً لقوائم المنتظرين الباحثين عن أمل، هذا الأمل الذي عقدت عليه الكثير من الآمال.

طرحت القضية لا لأطلب من الشباب والبنات البيع في المحلات ولكن لأنبه على أمر جلل وهو إن البلد تبنى بسواعد أبنائها، وما ضير أن يعمل الشباب خاصة من غير ذوي المؤهلات في هذه الأنشطة كباعة أول الأمر ثم حين يتقنون العمل يقومون بفتح مشاريعهم الخاصة مع التأكيد على وجود برامج تدعمهم وتتابعهم للنجاح .

كلنا يعرف لم لا توظفهم هذه المؤسسات ولم يحجم الشباب عن العمل فيها، فعلى القوى العاملة ومؤسسات التعليم المختلفة وضع الخطط والبرامج لتعمين كل القطاعات والاستعانة بتجارب الدول الأخرى، أما والحوالات المالية تخرج من أمام عيوننا ونحن فاغرين أفواهنا فغير مقبول.

من وجهة نظري أرى بأن التعليم المهني والتقني والحرفي والمشاريع الذاتية هما السبيل لحل هذه المعضلة التي أضحت مصدر قلق كل بيت في عمان.
كنا نرى الكثير من الشباب العماني في مختلف قطاعات العمل وأضحينا لا نرى إلا القليل صحيح أين هم ؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights