العمل التطوعي مشاركة اجتماعية
ثويني اليحيائي
العمل التطوعي هو عبارة عن مشاركة من أفراد المجتمع في الأعمال الخيرية التى تنبع من الفرد نفسه؛ وذلك في سبيل تلبية احتياجات الأشخاص من خلال الرأي أو التمويل أو المشاركة الفعلية في الولاية، كما يعد انطلاقا من الشعور بالمسؤولية والرغبة في تقديم الخير والمساعدة لدى المجتمع من دون إلزام أو إجبار.
ويأتي العمل التطوعي من قناعة؛ حيث يمتاز الفرد المتطوع بإيمانه بقضية معينة تترسخ بداخله، ويتعايش معها وحبه لهذا العمل الخيري دون مقابل مادي أو معنوي، وله القدرة على التفاهم والتعامل مع أبناء مجتمعه سواء أكان بالإسهام أم بتوفير حاجاتهم ومتطلباتهم.
وتعد قضية العمل التطوغي من أهم القيم التي توجد في المجتمعات الحديثة؛ حيث يكون المتطوع قد أخذ على عاتقه تبنيها وترجمتها على أرض الواقع بين جميع الفئات العمرية؛ لينال الأجر والثواب.
ويعود العمل التطوعي بالنفع والفائدة على الفرد نفسه، وعلى المجتمع ككل، ومن هذه الفوائد تنمية المجتمع والعمل على رفعته وترقيته باستمرار، فمن خلال هذه الأعمال يتم تطوير ما في المجتمع عبر تقديم الخدمات المختلفة، وتتم المحافظة عليها بسرية وإتقان، فهو ينبع من رغبة الفرد الداخلية وشعوره النبيل، فيخرج هذا العمل على أفضل صورة، ومساعدة غير القادرين من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، بالخدمات الضرورية؛ حيث إن بعض الأفراد يفتقدون للإمكانية التي تؤهلهم للحصول على بعض الخدمات، ولكن من خلال العمل التطوعي فإن المتطوعين يقدمونها لهم بكل رحابة صدر، فيجدون الفرحة والشعور بالسعادة والتخلص من الاكتئاب.
وتجدر الإشارة إلى أن المشاركة بالعمل التطوعي تعد نوعا من أنواع العلاج النفسي للخروج من حالة الضغوطات النفسية، كما يتوجب توطيد العلاقات وبناء الصداقات المختلفة بين الأسر، فهي تساعد في التعرف أكثر على بعض الأفراد، والتواصل معهم؛ مما يوطد معهم العلاقات بين الآخرين، وتعد فرصة للذين يعانون من صعوبات التواصل مع الآخرين، فهناك بلورة شخصية من فئة الشباب في المجتمع، من خلال تلمسهم لحاجات مجتمعهم والتعرف على القضايا التي تخصه عن قرب؛ مما يزيد من انتمائهم، وهناك بعض المشاهير يسهمون في نشر الثقافة بين أفراد المجتمع، وهو يعد عملا تطوعيا برفع ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم على المشاركة الفاعلة، وإتاحة الفرصة للشباب المبدعين في تنفيذ أفكارهم وتطبيقها على أرض الواقع، والتعبير عن آرائهم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم في حل المشكلات، والتوصل للحلول الناجعة واستثمار أوقات الفراغ عند الشباب بأشياء مفيدة ونافعة، والفرق التطوعية بالولاية لها دور كبير في تحقيق مطالب الفرد، وهذا يدل على حسن التعاون بين الفرد والمجتمع.