أمنيات وأحلام في مهب الريح…
أماني راشد الحراصية
سأغمض عيني، افعل هذا معي.. وتذكر كل مساء وضعت فيه رأسك على وسادتك وأنت واجِمٌ، حزين، وتفكر في تلك الأحلام التي ضاعت من بين يديك.
الخيبات جزء لا يتجزأ من هذه الحياة، وأنا أضمن لك أنك ستشاهد العديد من العثرات، وسقوط متتابع في هذه المستديرة المُعرَّفة بكوكب العطاء، فلا تجزع، ولا تيأس…
الدنيا دار فناء واختبار، لا تصدق أولئك الذين أوهموك أنك وحدك من تعاني هُنا، جميعنا في قصصنا ألم لا يحكى، وفقد عظيم، وبكاء طويل في دجىٰ الليل لم يشهده سوى الإله. المهم أنك تحاول رغم كل شيء، تحاول جاهدًا أن تمضي، وأن تبني لنفسك إسمًا يستحق البقاء، وإن باتت محاولاتك بالفشل وأشرَّوا عليك الأصابع وهم يضحكون ساخرين، لا تنكس رأسك قهرًا، بل واجههم وأرعبهم بأملك الذي يسبق آلامك بآلاف الخطوات.
أنت رقم يصنع الفرق في هذا الكون، لست صفرًا ضئيلاً كما أضلَّوك، ومنذ لحظة ولادتك، لن يستغني عنك هذا الفضاء الوارِف، فأكمل رحلة التحسين والإلهام ولا تتوقف حتى يفنى هذا الجسد وتنتهي رسالتك الأولى.
تذكر الدروس في الماضي القريب البعيد، تذكر الوجوه الداعمة والمستهزئة، تذكر الجهود والدعوات؛ فوراء نجاح واحد تعب غائر لم يدرك مشقته سواك. زُر أماكن فشلك وقل لها: لن تكوني للمحطة الأخيرة على أي حال، وامضِ بقلبِ مطمئن فلن يخيِّب الله رجائك.