ظهر الفجر وتبدد الظلام
بقلم : علياء الحنشي
ظلمة حالكة، كسواد الليل المعتم تعم الحياة، وجوه وقلوب مظلمة كلّ همه قضاء شهوته، متخذًا الغاية تبرر الوسيلة مبدأً، جاعلًا ضميره وراء ظهره، أعراض اُنتهكت، ودماء سُفكت، وأموال بالباطل أُكلت وطفلة بريئة وأدت. آآآه على حياة قاحلة تجردت من معاني الإنسانية، كصحراء تجردت من كل شجرة خضراء، لكن مهما اشتدّ الظلام لا بد أن يأتي يومًا فجرًا يبدده.
في يوم ليس كأي يوم، انشق فجر جديد إيذانًا من رب الكون بتبديد ظلام سكن العباد قلبًا وقالبًا، لكن هل وجد هذا الفجر صدورًا بالحلم اتسعت، وعقولًا بالحكمة اتزنت؟
هناك من شرح الله صدره لهذا الفجر فدخل نوره إلى بصيرته قبل بصره، وهناك من صدّ عنه منطبقًا عليه قول الحق سبحانه: ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ ) الأعراف – 179). فهنيئا لمن شرح الله صدره لفجرٍ بدد ظلمة الكون وعتمته، وسار على نهجه ومات عليه، وخسران مبين لمن صد عنه، واتبع طريق شيطان مريد، وجاءه هادم اللذات وهو في غيِّه وعصيانه.
فلنحمد الله على فجر سكن نوره قلوبنا، ولنسأله الثبات عليه إلى يوم أن نلقاه، وصلاة وسلام على خير مبعوث تجرع ضنك الحياة ليجعل من فجر الإسلام نورًا ساطعًا يعلو ولا يُعلى عليه رغم أنف الطغاة مصداقا لقول الحق سبحانه: ( هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ ) الصف – 9).