محافظة ظفار بين الحاضر والماضي
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
محافظة ظفار ومناظرها وتطورها أبهجت ناظريها، ولي فيها حكاية لن أنساها أبدًا، ففي أواخر عام ١٩٨٠م توظفت في إحدى القطاعات، وتم تعييني في ولاية ثمريت، وتجانست مع طبيعتها الخلابة، وأهلها الذين يتميزون بطيب الحديث، وحسن المعاملة، وكرم الضيافة، ويتصفون بالتقدير والاحترام لمن صاحبهم وتعرّف عليهم، حيث خَلقت معهم معارف وأنا أدرس في الصف السادس الابتدائي بمدرسة جابر بن حيان بولاية ثمريت، وكان التطور والحداثة بمحافظة ظفار مستمراً.
وقد تجولت في ولاية ثمريت، وفي معظم ولايات محافظة ظفار سهلاً كانت أم جبلاً، وكنا نشاهد التطور والحداثة بأم أعيننا من شق الطرق ورصفها، وبناء المساكن، وغيرها من الخدمات التي تتلازم مع عجلة التطور لينعم بها ذلك المواطن الذي أخلص نفسه لهذا الوطن العزيز.
فبعد أن قضيت مدة خمس سنوات بولاية ثمريت للمرة الأولى، لاحظت بداية التطور والتشييد مستمرًا، إلا أنه تم نقلي إلى محافظة مسقط في أواخر عام ١٩٨٥م، ثم عدت إليها في عام ١٩٨٩م للمرة الثانية وقد وجدت عملية التطور آخذة في جميع مجالاتها، وفي مختلف ولايات محافظة ظفار، ويتضمن رصف الطرق، وتشييد المباني الإسكانية، وشق الطرق الترابية إلى مواقع مساكن وتخييم المواطنين، ومع بداية عام ١٩٩٠م عدت مرة ثانية إلى محافظة مسقط.
وفي يوم الأربعاء ١٤ سبتمبر من ٢٠٢٢م عزمنا على السفر إلى محافظة ظفار للسياحة والاستجمام، واستعادة الذكريات، وبالتحديد لولاية ثمريت التي عشت على أرضها لفترتين مختلفتين من الزمن وبإجمالي سبع سنوات ونصف، وما شدني مشاهدة الشارع الذي سلكناه، فقد أصبح أغلبه يتكون من حارتين مع ملازمة الخدمات المرافقة لهذا الشارع، أما سابقًا فكنا نمشي لمئات الكيلو مترات لنحصل على محطة الوقود أو استراحات للتزود منها بالطعام والماء ولتأدية الصلوات المكتوبة.
وفي زيارتي لمحافظة ظفار، تعجبت وأنا أرى بعد غياب طال ثلاثين عاماً أن أجد ولايات محافظة ظفار تزهو بالتطور والحداثة، فشوارعها سابقاً لم تكن باتجاهين وأصبح الشارع الآن بحارتين في كل اتجاه، وشاهدت أبنيتها كأنها لؤلؤة تتلألأ، وعند وصولي إلى مركز محافظة ظفار شاهدت الجسور المعلّقة وشوارعها الحديثة، ومطارها الدولي الذي هو باب العبور جواً برونقه الجميل، وما لفت انتباهي كثيرًا وعشقته نفسي مناظرها الخضراء الذي بسطها الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض المباركة؛ التي تبهج النفس وتدمع عليها العين فرحاً.
وبفضل الله سبحانه وتعالى نلاحظ أن التغيير يسابق الزمن، ويتماشى مع التوجيهات السامية لقائد هذا البلد أعزه الله تعالى على قدم وساق في محافظة ظفار خاصة وجميع المحافظات عامة.
فرحمة الله تعالى على سلطان الإنسانية قابوس بن سعيد، فهو من وضع لُبّنات التحديث الجديدة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجزيه خيرا لما وصلت إليه سلطنة عُمان من تطور وازدهار في أرجاء هذا البلد.
وجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- هو دائماً ما يكرس جهوده لمواصلة المسيرة الظافرة؛ لينعم بها المواطن والمقيم على هذا الوطن، ولتكون سلطنة عُمان سباقة لجعل العيش الرغيد متوفرًا في ربوع هذا البلد.