في ربوع الجبل الأخضر
طالب المقبالي
عندما كنا نعتقد أن الشتاء قد اقترب، وهجير الصيف أوشك على الرحيل نتفاجأ بارتفاع درجات الحرارة لتتجاوز 40 درجة في أغلب محافظات سلطنة عمان باستثناء محافظة ظفار، فإن ولاية الجبل الأخضر تكون الوجهة الأفضل في شهر سبتمبر، حيث الطقس البارد ليلاً والمعتدل نهاراً، يتراوح بين 18 درجة ليلاً و 26 درجة نهاراً بمقياس فهرنهايت.
حيث عودتنا جمعية الصحفيين العُمانية في كل عام بأن تنظم ملتقى في محافظة من محافظات سلطنة عُمان للأعضاء المنتسبين إليها من كافة المحافظات، وينتمون لمختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والصحف الإلكترونية.
فتعد العدة لهذه الملتقيات التي شملت برامجها كافة الجوانب المعرفية والترفيهية، من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تتضمن معارض للصور يبرز المعالم التاريخية والسياحية لتلك الولاية التي يقام على أرضها الملتقى، إضافة إلى الندوة المصاحبة التي تتضمن عدة أوراق عمل هامة في مجال السياحة والاقتصاد والتراث وغيرها، إلى جانب زيارة عدد من المرافق الهامة والحيوية في تلك الولاية.
وهذا العالم كان الاختيار موفقاً بكل المقاييس لتنظيم هذا الملتقى في ولاية الجبل الأخضر، الذي تزامن مع مكرمة من المكارم السامية برفع مستوى الجبل الأخضر إلى ولاية تتبع محافظة الداخلية، حيث تأتي هذه المكرمة انطلاقاً من النظرة السامية الحكيمة لأهمية ولاية الجبل الأخضر كقبلة للسائحين، وبيئة خصبة لتنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية المتمثلة في السياحة، والتجارية، والاقتصاد، والزراعة، والتي بدأ بالفعل تنفيذها في هذه الولاية، التي هي بحق جميلة ورائعة.
وبالعودة إلى موضوعنا الأساسي من خلال تنظيم جمعية الصحفيين العُمانية؛ فإن برنامج الملتقى الذي أعدته الجمعية ممثلة في لجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى الذي غطى كافة الجوانب التي يسعى الصحفي للوصول إليها، وإطلاق العنان لحسه الصحفي للكتابة عن مكنونات هذه الولاية.
لقد تضمن البرنامج في يومه الأول افتتاح المعرض الفوتوغرافي بعنوان “عيون من 3000م ” ثم انطلاق فعاليات الملتقى تحت رعاية محافظ الداخلية.
كذلك الندوة المصاحبة بعنوان (الجبل الأخضر تنمية سياحية واقتصادية) والتي تضمنت عدة أوراق هامة؛ تتمحور في خصوصية ولاية الجبل الأخضر.
وفي يومه الثاني كانت هناك زيارة لمركز تحدي عُمان، والاطلاع على مناشط وأهداف هذا المركز وما يؤديه من دور فاعل، وقد شمل البرنامج أيضًا رحلات استطلاعية جمعت بين الرياضة والترفيه والاستفادة من المقومات التي تمتاز بها ولاية الجبل الأخضر؛ شملت قرية وادي بني حبيب، ورحلة المشي السياحي من قرية العين إلى قرية الشريجة، والتعرف على مزارع الورد وصناعته.
وفي المساء من ذات اليوم كانت هناك جلسة مسائية مفتوحة، شارك فيها الشباب بتنظيم مساحة للطرب.
أما في اليوم الأخير للملتقى كانت هناك زيارة ختامية لمزرعة الورد بولاية الجبل الأخضر، التي اشتهرت بزراعته وانتاج مختلف المواد العطرية، وخاصة ماء الورد المشهور والذي لا يمكن الاستغناء عنه في أي بيت من بيوت سلطنة عُمان، ويدخل بشكل أساسي في صناعة الحلوى العُمانية.
ولم تكتفي جمعية الصحفيين العمانية بذلك؛ وإنما أتاحت الفرصة للمبدعين بإطلاق المسابقة الإعلامية تزامنًا مع فعاليات الملتقى الصحفي بالجبل الأخضر، والتي تستهدف المشاركين في هذا الملتقى، تتضمن أفضل مقال صحفي، وأفضل صورة، وأفضل صانع محتوى، وأفضل تغطية صحفية، وأفضل تغطية إذاعية، وأفضل مغرد.