العصابات الشبكية ومخاطر الاحتيال
سليمان بن حمد العامري
يكتظ عالم التكنولوجيا الرقمي بالمخاوف المتعددة والأسرار العجيبة وله اتجاهان من الإيجابية والسلبية٬ لقد أصبحت التقنية الرقمية من المتطلبات الأساسية في هذا العصر والتي لا يُستغنى عنها٬ فلا يكاد يخلو بيت من متطلباتها واتجاهاتها٬ وشهدت المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة تطور مذهل في هذا الجانب سهل العديد من الصعاب في التعاملات وإنجاز الخدمات.
ويبقى السؤال الأبرز كيف يتم التعامل مع هذه الشبكة العنكبوتية العالمية خصوصاً في ظل مخاطر وجود العصابات الدخيلة٬ والتي تقوم بصناعة الفتن والتدمير من خلال عصابات الاحتيال والابتزاز الإلكتروني والاستغلال الفكري وأيضا ما تنشره وما تخطط له من الألعاب الإلكترونية الخطرة على الأجيال؟ لقد كان للجهات المختصة دور عظيم في النصح والإرشاد٬ بعد أن وقع العديد من المراهقين والأطفال والنساء والرجال كضحايا لتلك الوسائل الخادعة.
ومن نتائج ذلك ما تم تناقله قبل أيام من حدث حرق (القرآن الكريم) بأحد المساجد في منطقة ما، والذي صدر عنه إعلان من الجهات الحكومية٬ وتم توضيح الأمر واكتشاف الفاعل بأنه أحد (أبناء القرية)٬ فكان الخبر كالصاعقة على الجميع٬ وهذا نتيجة الغفلة التي تعيشها بعض الأٍسر في ترك أبنائهم بدون رقابة مع الثقة العمياء التامة مما يتسبب في حدوث أمور لا تحمد عقباها.
لذا يجب علينا الأخذ بالحسبان٬ بأن نتعاون جميعاً على مستويات الفرد والأسرة والمجتمعات والحكومات لصد كل المخاطر القادمة من العصابات الشبكية، وأن يبادر الجميع في إسداء النصح والإرشاد والتثقيف والتوعية إلى الناشئة والشباب الذين يشكلون عصب المجتمع.
وفي مجمل القول علينا أن نعود دائما إلى قول رسولنا الكريم والسنة النبوية والتي لنا فيها تعاليم وتربية لهذه الحياة٬ فكان خير كلامه صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مسؤولة عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.