إلى من كاد أن يكون رسولا
مبروكة بنت عبدالله
أقبل العام الدراسيّ مجدداً بنوره الوضّاح، يرتفع فيه صوت الهُتاف (ياربنا احفظ لنا جلالة السلطان، والشعب في الأوطان، بالعزّ والامان، ليرتقي هام السماء ويملأ الكون الضياء).
يا لها من صباحات وطنية، ولحظات تربويّة، تستعمر وجداننا، وتملأ قلوبنا بالبهجة والحبور، حين كنّا نسابق عقارب الزمن لتسجيل الحضور ونَيل الأجور، ونرى الحياة بمنظور محاربٍ يسعى للانتصار على الجهل، ووضع بصمات خيرٍ في كلّ محفلٍ من محافل العِلم.
معلمي الفاضل: إنك من تصنع وتؤرّح وتوجّه رسالتك السامية بمعانيها النبيلة بما تدركه في قرارة نفسك من دَورٍ عظيم، وفضلٍ كريم في تربية الأجيال، ورفعة الأوطان، محتسباً للأجر، لأن الله تعالى لا يختار لحمل هذه الأمانة إلّا من أحبَّهم، ومن أحبّه الله استعمله في طاعته، لتبقى قصة عطائك خالدة كخلود أولئك المعلمين الأفذاذ، الذين بنَوا عقولنا فكراً، ونفوسنا بالهمّة والعلوّ، فما أجمل الأثر، وما أرفع الفضل (يرفعُ اللهُ الذين آمنوا منكُم والذينَ أوتوا العلم درجات) المجادلة، الآية ١١.
أيّها المعلمون البواسلُ: عليكم بالمزيد من العطاء والإتقان والصبر والتسلح بالمعرفة المتجددة في عالمٍ يضجّ بالتحدّيات، وجيل يواجه العديد من المغريات، فأنتم قوّاد السفينة إلى برّ الأمان، لا خير في الدنيا إلا بكم، بما منحكم الله من قلوبٍ صادقة، ولمسات حانية، تحرّك وجدان النشء، وابتسامة تبعث الأمل كل صباح لتحصدوا ثمار مابذرتم، فأنتم العقول المبدعة التي ترفع مجد الأمة وتُعلي شأن الوطن، برؤية واضحة المعالم، شاملة المجالات، يمثّل التعليم إحدى ركائزها الأساسية، نحو نظام تعليمي يتّسم بالجودة العالية، ويواكب متطلبات التنمية المستدامة ومهارات المستقبل التي يرعاها قائد عمان المعظم جلالة السلطان هيثم – يحفظه الله ويرعاه – ويسدّد على طريق الخير خُطاه.
أيها المعلمون الكرام: إليكم نرسل عبير الثناء، وأريج الامتنان، فأنتم عيون الأمة وقادتها، ونور يهدي به الله من يشاء، فاعقدوا العزم واشحذوا الهمة لتبلغ القمة، منطلقين إلى رياضكم الغنّاء، بها تأنسون وبين خمائلها تستريحون. فسلامٌ إليكم يوم ولدتم ويوم علّمتم، فأنتم المستحقون لأجر الجهاد وشُكر العباد، والثواب من الله يوم المعاد، يا من حملتم راية العلم سنيناً، حُقّ لكم هذا الوسام من الملك العلّام يقول الله (جلّ وعَلا): {يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } [البقرة : 269] .