2024
Adsense
مقالات صحفية

السياحة والدين 2 دراسة بحثية مختصرة

محمد علي البدوي

من أهم مقاصد السياحة في الإسلام التدبر والإعتبار،فقد جاء الأمر في القرآن الكريم أن نسير في الأرض لنرى عجائب قدرته سبحانه وتعالى فيثبت الإيمان في قلوب الضعفاء،كما أن التدبر والتأمل يدعوا إلى التفكير العلمي فيبدا العلماء في إكتشاف ومتابعة بعض الظواهر المعينة عن طريق الرؤية وهذا من منافع السفر والسياحة.

ومن مقاصد السياحة الدعوة إلى الله وقد يكون هذا المقصد غائبا بشكل مباشر الآن ولكنه يمارس بشكل غير مقصود من خلال سلوكيات المسافرين المسلمين وطريقة تعاملهم في البلدان الأخرى،كما أن الدعوة إلى الله تكون بإحراز مزيد من التقدم في كافة النواحي التنموية فكل سائح يأتي إلى بلدك ويشاهد مدى تقدم الخدمات بكافة أشكالها يدرك أن أصحاب هذا البلد يعشقون العمل ويقدسون الحرفية فيكون ذلك بمثابة إشارة ولو من بعيد إلى أن دين هذه الدولة يعزز ويساند ويدعوا إلى العمل الجيد ويجازي عليه.

ونحن المسلمون لا نعظم إلا ثلاثة أماكن على وجه الأرض، المسجد الحرام،والمسجد النبوي الشريف، والمسجد الاقصي-ولا يباح لنا تقديس القبور والأضرحة،وقد أجمع العلماء على حرمة التبرك بالأضرحة وما شابهها.

غير أن هناك رأى آخر لابد من ذكره لوجاهته وهو أنه لا ضرر في زيارة الأماكن التاريخية التي تحتوي على قبور مثل قبور الفراعنة لدخول ذلك تحت بند المتعة والسعادة وعلى شرط أن تكون النية بقصد المتعة وليس بقصد العبادة أو التبرك ة،وهنا أستطيع القول أنه لا حرمة في زيارة الأماكن التاريخية أو الأثرية طالما النية معقودة بقصد الرفاهية.

كما أن العقل البشري بإختلاف مرجعياته لا يمكن أن يستوعب أن هناك في هذا العصر الحديث من يذهب لرؤية مقابر الفراعنة مثلا للتعبد والصلاة فهذه أمور أبعد ما تكون عن الواقع والمنطق.

الإسلام والعقل والاديان السماوية بصفة عامة يحرمون الذهاب إلى أماكن المجون والفساد،سواء كان ذلك داخل أو خارج المدن السياحية، والأولى هو عدم الذهاب بالنسبة للشخص المسلم أما الشخص غير المسلم فلا رقيب عليه فهو قد عقد إتفاقا مع دولتك بموجب وصوله إلى أرضها تكون الدولة من خلاله مسؤولة عنه وعن أمنه وأمانه.

وإذا كانت بعض الدول الإسلامية تسمح بتداول الخمور في المدن الشاطئية فذلك أمر آخر متروك لرجال الدين رغم التأكيد على الحرمانية المطلقة في هذا الشأن.

ولكن الأمور في الإقتصاد المتعلق بالسياحة لا تؤخذ بهذا الشكل، نظرا لإختلاف ثقافات الدول الإسلامية،بيد أن ذلك لا يدلل على الموافقة على بيع الخمور وتداولها،فأنا أرى أن السائح يستجيب لما يطلب منه إحتراما لتقاليد وأديان وتقاليد وأعراف أهل البلد المضيف.

ولو قررت الدول المضيفة أن تمنع الخمور فلن يؤثر ذلك بنسبة كبيرة على أعداد الوافدين وهذا هو الأصح.

ومن يحرم السفر إلى البلاد التي ليست على الإسلام لا يدرك أننا بحاجة إلى زيارة تلك البلدان للعلاج أو الدراسة أو التبادل الثقافي والرياضي والإجتماعي والتواصل مع الآخر.

وينسي المرء أحيانا أن أول من يقوم بإرسال البعثات التعليمية إلى الخارج هو الأزهر الشريف، مركز وسطية الإسلام ورمز الإسلام المعتدل ولو كان في السفر للخارج أضرار لذكرها وعددها الأزهر وحزر منها.

لذلك أرجوا أن نتبع العقل والمنطق مع عدم إهمال النصوص الدينية وآراء علماء المسلمين والتي لا نشكك في قائليها من، ولكن قد تكون بعض الفتاوى أو النصوص قد قيلت في مناسبة معينة في زمانهم ولم تعد تصلح للعصر الحالي،وهنا أتذكر الدعوة التي أطلقتها الدولة المصرية لتجديد الخطاب الديني وتفسير الأمام الاكبر لها وتحذيره من الإنحراف عن الهدف،وتنبيه فضيلته إلى أهمية العناية بالماضي وعدم هدمه أو تشويه رموزه والتعدي عليهم لإثبات مالا يريد أحد من ذوي العقول الرشيدة إثباته.

الأصل في الموضوع هو الثبات على الدين وعدم تجاوز نصوص الشرع من أجل تسهيل السياحة فالدين مقدم بكل تاكيد على كل شيء.

لذلك فنحن نرى أنه لا تعارض مطلقا بين قيام صناعة السياحة الحديثة لتدعيم إقتصاد بلادنا مع الإلتزام بنصوص الشرع وعدم مخالفة ما تقره الشريعة.

كل مهنة يمكن أن تكون ضد الدين وكل مهنة يمكن أن تتماشى مع الأصول والتقاليد ولكن كيف؟
عن طريق الفهم الحقيقي لنصوص الدين وعدم المغالاة في التشدد وكذلك لا تنازلات مع كل ما ثابت من أصول الدين.

هذه الخلطة السحرية لو نجحنا في تنظيفها لصالح المجتمع فلن نواجه أية عوائق أو مشكلات تذكر.

حفظ الله شعوبنا العربية

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights