يوليو العهد وسلطنة المجد
مبروكة بنت عبدالله
عبارة تاريخية نتذكرها في كل عام حملت الدعاء والعطاء من سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، والتي اختصرها في (والله العلي القدير ندعو بأن يحفظكم – أبناء عُمان المخلصين- ويرعاكم كراماً أوفياء)
اليوم ونحن نتأمل هذا الخطاب التاريخي والدعاء الأبوي نعيش ذكرى يوليو المجيد الذي يعد وسام فخر على صدر كل عماني، نستعيد فيها قصة المجد وملحمة الخلود ونهضة السلام .
الثالث والعشرون من يوليو لغة عمانية خالدة ومعان وطنية سامية نستلهم منها وصايا ورسائل قابوسية، ننهل من معينها في مسيرة النهضة المتجددة بقيادة سلطاننا وريث العز والمكانة هيثم المعظم، فما هذه الوصايا وما تلك الرسائل ايها الكرام الأوفياء؟
إنها رسائل الخير والسلام من قابوس السلام – طيب الله ثراه – وجعل الجنة مأواه – تمثل إرثا وطنيا ودروسا في البطولة والتضحيات والوطنية الخالدة والقيم النبيلة والعمل المتفاني ، سجلها التاريخ بحروف من ذهب في التربية الإسلامية والإعداد القيادي لتلك الشخصية الأسطورية والقيادة الفذة، سيرة عظمى وحياة حافلة بالعلم والمثل العليا يشهد عليها القاصي والداني .
وصايا ترفع من شأن العلم وتعلي منزلته وتؤكد عليه حين أطلقها معلمنا الأول قابوس – طيب الله ثراه- عند انبلاج نور النهضة المباركة ( سنعلم أبناءنا ولو تحت ظلال الشجر) فالتعليم هو الوسيلة المثلى لبناء الأمم وازدهارها، ومواجهة تحديات العصر المتلاحقة في شتى المجالات.
فهل أدركنا أهمية تلك الوصايا والرسائل القابوسية لرفعة الوطن الغالي وتقدمه وحفاظا على منجزات النهضة المتجددة؟
فحين تكون عمان روحا تبذل من أجلها الأرواح ويكون الولاء عنوانا لكل فرد فيها، وتظل الأمانة شريانا ينبض بالإخلاص لترابها الطاهر، هنا يتجلى الوفاء وينعكس الحب للوطن والسلطان وعندئذ سيظل مجد عمان مخلداً ويبقى فجر يوليو سرمديًا.
فالوطنية وحب الوطن ليست شعارا براقا أو تغريدة عابرة بل حب وانتماء وارض وسماء وبذل وعطاء وتضحية وفداء،
يؤكد عليها قول الشاعر :
وللأوطان في دم كلّ حرٍّ
يدٌ سلفتْ ودَين مستحقُّ
ختاما نرسل خالص الدعاء عرفانا لعمان وقادتها الأجلاء .
إلى جنة الخلد قابوس ترقى
يشيع روحك ركب الضياء
وياهيثم المجتبى نقي البهاء
لك العهد من شعبكم والولاء
اللهمّ يمّن كتابه ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك -صلّى الله عليه وسلّم.