2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

فرق الأعمال الخيرية بالولايات تنبض بالعطاء.. إلا أنها بحاجة للتقييم؟!

حمود الحارثي

خير بدايات الكلام الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى خير الأنام محمد بن عبدالله، وعلى آله، وصحبه الطاهرين الغر الميامين، ومن تبع هداه إلى يوم الدين.. أما بعد،،،

أن يقتطع الإنسان جزءا من وقته الخاص في خدمة وطنه، ومجتمعه من خلال مشاركته في أي عمل تطوعي يعود بالنفع، والفائدة على أبناء وطنه، ومجتمعه، لهو أسمى رسالة إنسانية يحملها الإنسان على هذه البسيطة، كما أنها رسالة اطمئنان لسكان العالم في شتى بقاع المعمورة بلا شك.

إلا أنه في اعتقادي لن يبلغ ذلك العمل التطوعي أسباب النجاح المأمولة من فحوى وجوده، ومسبباته ما لم يقم القائمون عليه بتأطيره وفق منظومة شفافة، وعمل مؤسسي لا يدع مجالًا للريبة، والشك، هو اكتمال لذلك الجهد أينما وجد وكيفما كان.

وبالعودة إلى موضوع عنوان المقال الذي نحن بصدده، ربما نجد توافقًا، واختلافًا حول القراءة، والتحليل، والرؤية للموضوع، والتي لا تعبر عن رأي الكاتب بقدر أنها قراءة مجتمعية متواضعة، نضعها بين يدي القارئ الكريم، وبين هذا وذاك، أرى يقينًا أن اختلاف وجهات النظر أمرًا محمودًا إن لم يثرِ الموضوع فلن يضره، إدراكًا تامًا لزاويا القراءة المختلفة، التي تأتي محمولة دائمًا على أسباب التوافق، والاختلاف الفكري، والقناعات الشخصية بكل تأكيد.

إن الجهود المبذولة، والأعمال، والمساهمات الجليلة التي تقدمها فرق الأعمال الخيرية بالولايات في خدمة المجتمع بلا شك محل تقدير وإشادة مني شخصيًا، وكذلك هو الحال على المستوى المجتمعي في إطاره العام.

وربما نتفق أو نختلف في إيجاز اختلاف الرأي حول آلية إدارة شؤونها من حيث جودة أو قصور مخرجاتها التي تستنتج من خلال استقراء مدى رضا أو سخط الفئة المستفيدة منها، أو من خلال الداعمين لها.

كما أن التعمق في تحديد مستوى نجاح إدارة شؤونها يقودنا للكثير من التساؤلات، والاستنتاجات التي تحمل في طيات تقديرها إمكانية احتمال الصواب، والخطأ في تبيان حقيقتها، نظرًا للغموض الذي يحيط بها.

فمن خلال ما اطلعت عليه من آراء متضاربة حول آلية إدارة، وأنشطة، وشفافية، وعدالة توزيع المساعدات المادية، والعينية التي تقوم بها هذه الفرق وتقدمها، ومقارنة توافقها مع نتائج مخرجاتها عبر سنوات من إنشائها، إنه أمر يدعو إلى الاستغراب إن لم يكن بمستوى الاستنكار، مستنبطًا ذلك من خلال آراء مجتمعية، بمختلف شرائحه، أفرادًا كانوا أو جماعات، الأمر الذي وجدت معه مستوى الأهمية، والمسئولية تقتضي الكتابة في موضوعه.

فكما يعلم الجميع بأن فرق الأعمال الخيرية بالولايات تعمل تحت مظلة اللجنة الاجتماعية، وتمول إيراداتها من خلال مصادر دعم مختلفة، حكومية كانت أو مؤسسات القطاع الخاص، أو من خلال أفراد المجتمع، ولهذه الإيرادات أوجه عديدة، وبرامج متنوعة، يقينًا ترفد ميزانيتها بمبالغ سنوية ليست بالقليلة، وفي الوقت ذاته لها أوجه صرف عديدة، تتم كذلك تحت إشراف اللجنة، وعضوية عدد من أبناء المجتمع المشهود لهم بالكفاءة، والثقة، والأمانة.

إلا أنه على الرغم من التفاني، والجهود المبذولة في إطارها العام، قد استشعرت وجود زاوية معتمة يشوبها بعض الاستفهام والقصور، المشفوعة بالامتعاض المجتمعي، ربما يعزى ذلك إلى عدة أسباب، أنقلها في هذه السانحة حسب ما وصلتني، وبما تقتضيه أمانة النقل الأدبية، وليس من باب انتقاص حجم الجهود المخلصة، والدور الرائد الذي تقوم به هذه الفرق، أو تعبر عن رأي الكاتب، والتي بلا شك هي محل تقدير وامتنان على الدوام موجزا أوجه القصور فيما يلي :
– الإعلان عن قائمة أسماء مجلس إدارة الفرق وأعضاء لجانها.
– الإعلان عن اللائحة التنظيمية، والهيكلية لهذه الفرق.
– عدم تمتعها بوجود جمعية عمومية، ومقر دائم، ومخازن عامة.
– الإعلان عن فترة زمنية محددة لكل دورة إدارة، وانتخابات دورية، موضح به شروط شغل المناصب الإدارية، وعضوية اللجان.
– الإعلان عن خطة سنوية واضحة الرؤية، والأهداف لكل فترة إدارة.
– الإعلان عن شروط استحقاق المساعدات.
– مهنية التعامل مع طلبات المستفيدين.
– عدالة توزيع المساعدات.
– استخدام أسماء، وأرقام هواتف، وحسابات بنكية خاصة في بعض الإعلانات.
– الإفصاح عن حجم الإيرادات السنوية، والاكتفاء بالإعلان عن المصروفات.
– الإفصاح عن أوجه استثمار الإيرادات، وطرح الجدوى الاقتصادية للنقاش.
– استخدام التقنية الإلكترونية في عملية تقديم طلبات المساعدات، ومتابعتها، والرد عليها.

وحيث أننا بلا شك نتفق جميعًا بأن أهم الأهداف والمبادئ السامية، التي أنشئت من أجلها هو التكافل الاجتماعي، والالتزام التام من القائمين عليها نحو مد يد العون لكل محتاج بكل سرعة، ومهنية، وحيادية، وإن تكرر الطلب، وفق خطة سنوية واضحة معلن عنها مشفوعة برؤية، وأهداف محددة.

لأسأل الله عونه وتوفيقه بأن يحظى هذا الموضوع جل الرعاية والاهتمام الذي يستحقه من القائمين عليها، وبذل المزيد من الجهد في مسيرة العطاء المشكور، دعمًا وتعزيزًا لإمكانياتها، وتطويرا لآليات أدائها بما يحقق تطلعات المستفيدين وطموحاتهم من خدماتها، والله أدعو أن يهيئ لهم أعلى درجات أسباب النجاح، والتوفيق بما يعود على الوطن والمجتمع بالخير العميم.
والله ولي التوفيق وهو المستعان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights