سجدت على وادي العشيشات
قصيدة لـ د. خميس بن ماجد الصباري
سجدت على وادي العشيشات سجدة
غــداة رأيــت الــمــاء فـيــه يـسـيــل
وكـبــرت لـلـرحـمــن سـبـعـيــن مــرة
عـلـى قـنـة فـيـهـا الـسـحـاب ثـقـيـل
وقـلـت لأصحابـي دعـونـي ووجهتـي
أوجـه قـلـبـي الـيـوم حـيـث يـمـيــل
فقـالـوا تنبـه يـا خـمـيـس بـن مـاجـد
لـعـلــك مــســحــور فــأنــت عـلــيــل
فقلـت لهـم مـا بـي مـن السحـر نفـثـة
ولـكــن هـــذا الـيــوم ويــك جـمـيـــل
أنـا الـمـرء لا تـغــري المـديـنـة طبـعـه
ويـغـريــه ربــع مـخـصــب وظـلـيــل
يـمـر عـلـيـنـا الـجـدب لا مـرحـبـا بــه
ولا ثــــــم إلا مــــــادر وبـــخـــيــــــل
ويمضـي فيأتـي الـلـه بالغيـث ساقـيـا
وللـرعـد فــوق الـشـامـخــات طـبــول
فـلا تعجبـي يـا سلـم إن همـت عاشقـا
بـواد يــرى بــعــد الـجـفــاف يـسـيــل
بـه تـعـشـب الدنـيـا ويخـضـر عـودهـا
وتـعـتــام نـــزوى شــرجــة ومـسـيــل
ومـا أنـا عـن وادي العشيشـات سـارب
نــهــاري ولا لـيــلــي هــنــاك طــويــل
سقى الله في وادي العشيشات صاحبا
كـريـمـا كـمـثـل الـغـيـث وهـو أصـيـل
حـبـيـب إلى نفـسـي الصديـق مـهـذب
حـبـيــب إلي الــمــرء وهــو نــبــيـــل
ولا شـيء مثـل الـمـرء أخـلـص طبعـه
وفـــاء ولـــكـــن الـــوفـــاء قــلـــيـــل