الباحثة الإعلامية: نانسي نبيل فودة
مصر
المرأة هي مرآة المجتمع ومكنونة فؤاده، فهي العاكسة للقيم ومؤسسة للأسس السليمة للنشء المجتمعي على مر العصور والأزمنة، تحدت الصعاب في كل مراحل حياتها، أثبتت قدرتها وتفوقها وتغلبها على المستحيل، وقفت أمام صراعات مختلفة داخل الحروب، فكانت الداعمة والمحاربة والمداوية جروح القلب والجسد، أثبتت أنها تمتلك الكثير من الإصرار على التحدي وتحمل المسؤولية لما تملكه من تعدد للفكر والابتكار وقوة التحمل؛ فقد وهبها الله -عز وجل- الكثير من العوامل والصفات التي تجعلها مزيجا بين مرهفة الإحساس والمشاعر، وذات القوة والثبات في وقت الصعاب، وقد كرمها الله في جميع الكتب السماوية، وذكرها في كتابه الكريم.
إن التغييرات التي تطرأ على المجتمعات مرهونة بشكل كبير بالمرأة ومدى تأثيرها للقيام بأدوارها في المجتمع، فهي تشغل دورا أساسيا في بناء أسرتها ورعايتها لهم، من خلال ما يقع على عاتقها من حيث كونها أمّا تحمل مسؤولية تربية الأجيال، وتزرع فيهم الثقة والتحدي، وما تتحمله بوصفها زوجة في إدارة الأسرة بشكل لائق عادل، ومع تقدم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تقتصر -فقط- بواجبها تجاه أسرتها وتربية الأبناء، بل أصبح لها دور اجتماعي كبير في شتى جوانب الحياة، وبناءً على مؤهلاتها العلمية والثقافية تنوعت أدوارها في المُجتمع على مُختلف الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، وفيما يأتي بعض الأدوار المهمة التي تشغلها المرأة في المجتمع:
فقد شغلت في المجال الجوي المناصب المختلفة، وأيضا قيادة الطائرات سواء المدنية أو العسكرية، وفي المجال العسكري هي الجندي المحارب والمحافظة أيضا على سلامة وطنها. وفي المجال القضائي تم تنصيبها قاضية تضع ميزان العدل أمام عينيها لتحكم بما يرضي الله.
وفي المجال البحري ربان السفينة أو قائد غواصة حربية.
وفي المجال البحثي هي الباحثة والعالمة، وفي المجال الأدبي والإبداعي هي الكاتبة والمفكرة.
فقرار دخول المرأة المجال العملي ليس بالأمر السهل؛ لأنها تتحدى العالم، وتثبت نفسها وتحديها النجاح حتى أذهلت العالم أجمع بإثبات وجودها في جميع المجالات الصعبة، وقدرتها على تحمل أعباء الحياة وصدقها في العطاء لمجتمعها، فهي الأكثر علما ودراية بما تحتاجه الأجيال المجتمعية من تأسيس داخل الأسرة، وما يحتاجه ويتطلع له الفرد خارج الأسرة.
فالمرأة هي قارئة الفنجان لمجتمع مدركة أسسه وقيمه لأجيال تم تنشئتهم من امرأة تمزج بين العطف، الرحمة، الصرامة، القوة، الذكاء والثقة بالنفس، تخرج جيلا واعيا يعلم معنى تحمل المسؤولية والسعي لتحقيق الذات وخدمة وطنه؛ فتنجح المرأة في إثبات كيانها والتحدث عن نفسها بفخر وعزة.
