كيف نحتفل بعيد الأب؟!
خوله كامل الكردي
صادف يوم ٢١ حزيران الاحتفال بيوم الأب العالمي، تواجه أسر كثيرة صعوبات وعقبات تحول دون أن ينتبه الأبناء لهذا اليوم، الذي يجدد فيه الأبناء محبتهم وعرفانهم للأب، الذي تعب وشقى كي يوفر لقمة عيش كريمة لهم، ضحى بشبابه وبصحته كي يسعد أبناءه، ويرى على وجوههم السعادة والرضا، وإذ يعاني بعض الآباء الأمرين في سبيل توفير حياة هانئة وطيبة لأبنائهم، يتنكر وللأسف بعض من هؤلاء الأبناء لتضحيات آبائهم، ويتخلون عنهم لأسباب ومبررات لا أساس ولا منطق لها.
الأب له حق كبير على أولاده أن يرعوه حق رعاية، ولا ينسوا الفضل والجميل الذي قدمه لهم وهم صغار ضعاف، يحتاجون إلى من يعتني بهم ويرعاهم، الدنيا لا تساوي لديه شيئا مقابل أن يرى أولاده سعداء وبصحة، مترفعين عن حاجة الناس. فهل يوم عيد الأب سيرد ولو بعض من جميل الأب على أبنائه؟! أم أنه يوم كسائر الأيام تحصيل حاصل احتفال وينتهي؟! ويمر مثل باقي الأيام التي ربما لا يرى الأب ابنه إلا قليلاً؛ لانشغال الابن مع أصدقائه، وإضاعة اليوم بتقليب الجوال والولوج إلى عالم التواصل الاجتماعي الذي لا يمت بأية صلة لمعنى التواصل الاجتماعي.
فالأبناء في بعض الأسر منقطعون عن الجلوس مع آبائهم، والتحدث معهم، وأخذ المشورة منهم في أمور حياتهم، منعزلون في غرفهم يتصفحون أجهزة الجوال، منشغلون عن واجبهم تجاه آبائهم الذين ينتظرون منهم أن يبادلوهم الاهتمام بالاهتمام، والجلوس معهم والإنصات إلى نصائحهم.
المجتمع لا يُعير عيد الأب الاهتمام الكافي، فيمر كأنه لم يكن!! ليس الهدف التركيز على يوم ٢١حزيران من كل عام، بقدر لفت الانتباه إلى ضرورة أن يتذكر الأبناء والبنات الجندي الشجاع الذي شقى وعمل ليعلمهم، ويربيهم، ويوفر لهم أفضل حياة تغنيهم عن سؤال الآخرين.
قصة الأب باختصار قصة تضحية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، علينا أن نحتفل بيوم عيد الأب بشكل صادق ومخلص، معترفين بالجميل الذي قدمه الآباء لخدمة أبنائهم، وتقديم كل ما يحتاجونه ليرسموا البسمة على شفاههم. المعاملة الطيبة، وملازمة الابن لوالده في كل أمور حياته، ومساعدته على تجاوز أي صعوبات قد تواجهه، هو الطريق الحقيقي والوحيد لرد جميل الآباء على الأبناء.