سارة الهاشمية
أسوأ ما قد يواجهه الإنسان على وجه الكرة الأرضية هو عدم استيعابه لقوانين الحياة ومجرياتها، خصوصًا تلك الأنظمة الدقيقة التي خلقها الله في أدق التفاصيل، وبالصورة التي قد لا يتخيلها العقل الإنساني، وبمجرد ما يتجرد الإنسان من الخوف والضعف الذي يحمله ويتملكه في أحشاء قلبه الضعيف وعقله الصغير، يبدأ في الإدراك والبحث عن معاني الحياة، يبدأ في التدقيق والتفكير، يبدأ في العزلة والانخراط في التأمل لمحاولة إيجاد تلك القوانين التي تتساير مع مجريات حياته اليومية وتتطابق معها، وبعد رحلة طويلة من البحث والتعب، يصل ويتمعن ويدرك حقًا الغاية من تلك القوانين والأنظمة التي يسير عليها الكون بصورة عجيبة ودقيقة وفقًا للترددات والمشاعر التي يحملها كل إنسان بداخله، هنا تنتهي الرحلة، ويبدأ في استيعاب ما حدث، ويصبح بعد ذلك إنسانا يسكنه الهدوء والحكمة لا يتأثر، ولكن يؤثر بصورة إيجابية، يصبح قلبه وعقله يشعان بنور السلام الداخلي مدركًا أن الكون والحياة يتسايران وفقًا لعالمه الداخلي.
