مشاكل وآفاق التنمية السياحية المستدامة
محمد علي البدوي
حجر الزاوية في التنمية السياحية المستدامة هي السياحة البيئية، والتي تحظى باهتمام عالمي من صانعي القرار السياحي، ولاسيما منظمة السياحة العالمية التي دعت إلى تبني سياسات التنمية المستدامة كقاعدة أساسية لقيام أي نشاط سياحي، ورغم ما تعانيه السياحة من مشكلات بشكل عام، وما تعاني منه السياحة البيئية بشكل خاص، وانعكاس الآثار السلبية للسياحة على البيئة، إلا أن الجهود المبذولة توحي بكثير من الأمل في التنمية السياحية المستدامة، مع وجود رغبة جادة من الدول والحكومات للاستفادة من السياحة البيئية، وتعزيز فرص نموها المطرد الذي يشهد إقبالًا ملحوظًا من محبي السفر والسياحة.
ولكي تنجح فكرة السياحة البيئية المستدامة تم تقديم عدة توصيات للدول للعمل بها؛ لتجنب الآثار السلبية للسياحة على البيئة، ولمنع تفاقم هذه الآثار الضارة على المجتمعات المضيفة، وهي تعد بمثابة أجندة عمل، وأهداف مشتركة يجب تحقيقها بالشراكة مع كل الهيئات الدولية الحكومية والأهلية.
وقد حاولت جاهدًا رصد معظم هذه التوصيات لفهم طبيعة العمل العالمي للحفاظ على البيئة السياحية، وتنمية الوعى السياحي البيئي الذي هو أساس السياحة المستدامة:
١- زيادة الوعي لدى السلطات العامة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمستهلكين بالقدرات التي تتمتع بها السياحة البيئية؛ وذلك من أجل الإسهام في المحافظة على التراث الطبيعي والثقافي في المناطق الطبيعية والريفية، ومن ثم تحسين مستوى المعيشة فيها.
٢- نشر أساليب السياحة البيئية وتقنيات تخطيطها وإدارتها وتنظيمها ورصدها؛ لضمان استدامتها على المدى البعيد.
٣- تشجيع تبادل الخبرات في مجال السياحة البيئية.
٤- زيادة فرص الترويج الفعال لمراكز ومنتجات السياحة البيئية في المحافل الدولية.
٥-تعزيز قدرات الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية لتمكينها من الاستخدام الفاعل للسياحة البيئية، كأداة لتحقيق التنمية المستدامة، والمحافظة على الموارد والبيئة.
٦- إيجاد السبل لتشجيع انتهاج سلوك أكثر مسؤولية من كافة المعنيين بمجال السياحة البيئية بمن فيهم مسؤولي القطاعين الحكومي والخاص والسياح أنفسهم.
٧- تنمية الشعور المحلي بأهمية البيئة الطبيعية بقصد تحقيق نمو اقتصادي متواصل ومستدام، ويتم ذلك عن طريق دعم مكونات التعليم مع الإعلام مع القوانين بحيث يكون التزام المواطنين بحماية البيئة نابعًا من رغبة حقيقية في الحفاظ على سلامة المناطق الطبيعية وعدم الرغبة في تغيير طبيعتها.
٨- التثقيف المستمر بأماكن المحميات الطبيعية أو المناطق ذات الطبيعة الخاصة، والتي تتطلب معاملة خاصة، وإبراز الوجه الجمالي لها، وتوضيح أهميتها للحياة والإنسان.
٩-العمل على الحد من ظاهرة المد العمراني التي طالت العديد من المناطق الطبيعية، بل ومنعها تماما، لوقف الزحف العمراني يتطلب رغبة وإرادة من الدول حتى لا تندثر هذه المناطق وتتحول إلى كتل سكانية.
١٠- دعم القطاع الخاص على التعاون في مجال حماية المناطق الطبيعية، ووضع خريطة زمنية محددة للنهوض بها، والحفاظ عليها وحماية ما تحتويه من كنوز طبيعية، وعدم السماح لأي شخص طبيعي أو اعتباري المساس بها.
وعندما تتكامل هذه العناصر مع بعضها بعضا يكون من اليسير الحديث عن استدامة القطاع السياحي، ومن ثم تطبيق بنود الاستدامة السياحية.
فالحفاظ على البيئة والمناطق الطبيعية بكافة أشكالها ليس نوعًا من أنواع الترف أو الرفاهية، بل أصبح ركيزة من ركائز التنمية، فالبيئة تمدنا بكل ما نحتاج إليه، وتحافظ على بقائنا وحياتنا، وتضمن لنا التنوع البيولوجي.
كما أن الحديث عن استدامة القطاع السياحي لا يكتمل إلا بربط استدامة السياحة بالبيئة؛ ولذلك رأينا كيف توجهت معظم الدول الاعضاء بمنظمة السياحة العالمية إلى النشاط السياحي الذي يطلق عليه: النشاط النظيف، أو صديق البيئة لكي تفعل من تقدمها نحو تحقيق استدامة كاملة.
حفظ الله شعوبنا العربية