مركز البيئة بالسويق يحتفل بيوم البيئة العالمي
كتبت – أميرة بنت خلفان السعيدية
نظم مركز البيئة التابع لإدارة البيئة بمحافظة شمال الباطنة صباح اليوم الأثنين ٦/يونيو بقاعة المحاضرات بالمركز محاضرة توعوية بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وذلك تحت رعاية الشيخ: محمد بن عبدالستار الكمالي المحترم/نائب والي ولاية السويق ومن تقديم الفاضل: يوسف بن محمد بن عبيد الحوسني/فني شؤون بيئية بإدارة البيئة بمحافظة شمال الباطنة.
وقد إشتملت المحاضرة على عدة نقاط ومن أهمها: تقديم نبذة تعريفية عن هذا اليوم، من ثم تطرق الحوسني لتعريف بأهم المشاكل التي تواجه البيئة والمتمثلة في تغير المناخ، فقدان التنوع البيولوجي والتي هي عبارة عن ظاهرة بيئية ناتجة عن تراجع تعددات الانواع الحيوية بسبب ممارسات الانسان والتغيرات المناخية المختلفة والذي أدى لهدم بيوت التنمية الطبيعية، وايضا دخول انواع غازية مثل طائر المينا وكذالك الصيد الجائر، وارتفاع مستوى الملوثات في البيئة المحيطة وأزمة التلوث البيئي والمخلفات.
وبعد ذلك انتقل للحديث عن الجهود العالمية المبذولة لحل هذه المشكلات على وجه العموم وجهود السلطنة في هذا المجال، بشكل خاص، وتقديم بعضا من التوصيات والمقترحات المتعلقة بهذا الشأن.
وفيما يتعلق بالدور الذي انتهجته السلطنة في مجال البيئة أكد الفاضل : يوسف بن محمد الحوسني/ فني شؤون بيئية، إلى ان السلطنة تعد من أقدم دول الخليج قامت بتأسيس وزارة مختصة بالبيئة منذ السبعينيات، وتعتبر من بين ١٥٠دولة حول العالم انضمت إلى العديد من الإتفاقيات الخاصة بحماية البيئة ومن بينها: اتفاقية الغلاف الجوي، اتفاقية التلوث الجوي بعيد المدى، اتفاقية حماية البيئة من إنبعاثات الطائرات، اتفاقية الإطارات بشأن تغير المناخ، إستراتيجية حوض جورجيا، اتفاقية جودة الهواء بين الولايات المتحدة وكندا، وإتفاقية فينا لحماية طبقة الاوزون وغيرها الكثير.
وأشار الحوسني كذالك إلى أن السلطنة ساهمت عالميا في حماية البيئة وابرز مثال على ذلك مشروع التقييم المبدئي لزئبق ومركباته وهو مشروع بدأت السلطنة بالشروع في تنفيذه مؤخرا بناءً على انضمام السلطنة إلى اتفاقية ميناماتا؛ في إطار السعي إلى المساهمة في الإجرائات الدولية المتّخذة لإدارة الزئبق على نحو يتسم بالكفاءة والفاعلية من خلال نهج مبتكر وشامل، يتتبع الزئبق ويعالجه طوال دورة حياته من تعدينه إلى إدارة نفاياته وأن هذا المشروع بمثابة دليل عملي للالتزام الوطني لتنفيذ أحكام اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق كوثيقة سوف تجمع بين عدد من التقييمات العملية المختلفة للزئبق ومركباته ونفاياتها في جميع الأوساط البيئية وستشمل عملية جرد الزئبق في سلطنة عمان وتقييم الإطار التشريعي واللوائح والتشريعات المحلية ذات الصلة والإجرائات القانونية والإدارية المؤسسات والجهات ذات العلاقة ووضع المعايير والمواصفات للزئبق ومنتجاته وبما يتماشى مع التوجه الدولي
واضاف أ.يوسف ايضا إلى إسهام مهم لسلطنة عمان عالميا في هذا المجال وهو: جائزة السلطان الراحل لصون البيئة؛ حيث تعد هذه الجائزة أول جائزة عربية في المجال البيئي حيث تم تدشينها عام 1989م ليتم منحها كل سنتين لأي من الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات أو المنظمات ممن يساهمون في الحفاظ على البيئة وإدارة مواردها في أي مكان بالعالم، وتعتبر الجائزة تثميناً وإعترافاً بالجهود والإسهامات المثمرة التي يقوم بها المرشحون وتشجيعا للمساهمة في الحفاظ على البيئة لغيرهم..
الجدير بالذكر بأن اليوم العالمي للبيئة بدأ الإحتفال به في دول العالم لأول مرة في عام ١٩٧٣، حيث تستضيف في 5/يونيو من كل عام مدينة في العالم الفعاليات الرسمية لهذا الحدث، كما تم إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة ” UNEP ” التابع لمنظمة الأمم المتحدة في نفس السنة والذي استغل الاحتفال العالمي بالبيئة في نفس الوقت؛ لتوضيح المخاطر المحيطة بالبيئة، واتخاذ إجرائات سياسية وشعبية للحفاظ عليها.
ويأتي الإحتفال بهذا اليوم لعام 2022 تحت شعار ”لا نملك سوى أرض واحدة“، للدعوة إلى إحداث تغييرات تحويلية في السياسات والاختيارات لتمكين العيش في وئام مع الطبيعة بصورة أنظف وأكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة.
وسيوفر يوم البيئة العالمي منصة عالمية لإلهام التغيير الإيجابي وسيدفع المجتمع لكي يعيد التفكير في كيفية استهلاك موارد الأرض المحدودة، والشركات التجارية لتطوير نماذج أكثر مراعاة للبيئة والانتقال إلى الاقتصادات الخضراء، وسوف يشجع المزارعين والمصانعين للإنتاج بصورة مستدامة، والحكومات لكي تقوم بالاستثمار في إصلاح البيئة والتربويون لإلهام الطلاب للعمل، والشباب لبناء مستقبل أكثر مراعاةً للبيئة.