الثلاثاء: 29 أبريل 2025م - العدد رقم 2535
Adsense
مقالات صحفية

ندوة وكلمة

حمد بن سيف الحمراشدي

ندوة حماية الطفل التي نفذت يوم أمس الإثنين بولاية الرستاق. هل تكفي؟
لا شك أن تلكم الندوة جهد من الجهود التي ينبغي أن نعي لأهميتها ومن الواضح أن الجهة المنظمة أعطت الأمر زخمًا وأرادت لفت الإنتباه للموضوع من خلال الشخصيات التي حضرت الندوة ورعايتها وما إلى ذلك سواء موقع الندوة أو المتحدثين الذين قدموا أوراق عمل ذات جودة في صلب الموضوع.
مثل هذه الأنشطة وما يوازيها تمثل أهمية قصوى تحتاجها الأسر وكل أفراد المجتمع من حيث التذكير والوعي بأهمية الإنتباه والاهتمام بالطفل وحمايته من كل إساءة وسوء ومخاطر خاصة ونحن نعيش في عصر بلغت فيه وسائل التواصل مبلغها وأراها تمثل خطرًا حقيقيًا للإنسان بشكل عام وبالطفل بشكل خاص إن لم نعي كيف يمكن لنا أن نحمي أماناتنا من كل ما تفرزه هذه الوسائل من أخطاء وأخطار وإنعكاسات سلبية على كل فرد وللطفل والمرأة.
الندوة لم تأتي مصادفة أو جزافًا أو لمجرد نشاط تقوم به الجهة المنظمة على هامش عملها وواجباتها وإنما أجزم وبشكل مؤكد أنها جأءت على غرار ما تجده يحدث من إرهاصات في المجتمع سلبًا على الأسرة والطفل.
ومن الملفت للنظر أيضًا أن المنظمين لهذه الندوة لم ينفردوا بذاتهم عن جهات الإختصاص سواء مؤسسات أو أفراد أو شخصيات مجتمعة ذات تأثير ورأي في المجتمع.
وبالنظر في ما يتأثر به الطفل في محيط زمن عصري تحيط به كل ألوان التغير والمؤثرات فإن الأمر لا يقتصر على كيفية العلاج فقط وإنما علينا الإبحار بكل قوة إلى معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ما يتعرض له الطفل من إساءات ذهنية ونفسية وجسدية والبحث بعمق في الرد على السؤال المهم وهو لماذا يحدث وكيف يحدث ومن من يحدث؟
وهنا يصعب المرور على كل مسببات ما يتعرض له الطفل من أنواع الإساءة فلربما لا تسعفني اللغة والوقت وهذا المقال المصغر في إعطاء كل سبب من أسباب الإساءة وكل حدث يتعرض له الطفل فأنقص حق القول فيه.
القوانين والتشريعات التي وضعت وتم العمل بها قد تمت وفق دراسات ومؤشرات وأحداث وتم بلا شك تحليلها واستخلصت القوانين الحالية منها ومن خلال تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتماشيًا مع عادات وتقاليد وأعراف المجتمع ومنها قانون حماية الطفل.
لعلي هنا ألزم نفسي أن أرد سببًا واحدًا على الأقل وهو سبب الأكثر أهمية في جملة المسببات التى تؤدي إلى ماتؤدي من سلبيات في شأن حقوق الطفل وهو غياب الأب عن الأسرة وبعد موقع عمله عن أسرته وتبق المسؤولية للأم وحدها ولها ما لها من تعدد المسؤولية والحمل الكثير في شؤون المنزل وهي لوحدها تتحمل ذلك نعم ليس الكل غائب عن أسرته بحكم العمل ولكن الغالبية العظمى هي من تبعد عن أسرتها لأجل توفير لقمة العيش ويعود في عطلة الأسبوع همه الأول توفير حاجة المنزل والبعض يزيد الطين بلة بسهره وقضاء ليله خارج المنزل دون أن يترك للأطفال وقتًا للجلوس معهم وإحساسهم بوجوده وأهمية هذا الوجود كأب.
بقى لي أن نخرج للمجتمع وأن يحضر مثل هذا النشاط الأمهات والأباء ومن هم بحاجة للإستماع لمثل هذه الندوة.
الشخصيات التي وصلت مناصبًا وأماكن وظيفية عليا وعلم وفهم ومسؤولية هم قيادات ربما ليسوا هم أحوج لهكذا نشاط بقدر حاجة الابآء الأمهات الذين هم بحاجة لمن يقف معهم وكذلك المؤسسات التربوية والاجتماعية العامة والخاصة.
حمى الله أطفالنا ومجتمعنا ووطننا في ظل القيادة الحميدة التربوية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم أمد الله في عمره.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights