أنا … “أولا “
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
من العبارات المستفزة أن يقول الإنسان أنا أولا والباقون من خلفي، هكذا هي طبيعة الإنسان ما يخفيه في نفسه وان أظهر غير ذلك، الصالحون يحبون لغيرهم مثلما يحبون لأنفسهم ولكن من الطبيعي جدا أن يفضل الإنسان نفسه أولا وثانيا لمن يحب، فإن تمنى لغيره قبل نفسه يعد ذلك إفراطا في تقديس من يحب، والسؤال حينما تتمنى لغيرك أكثر مما تتمناه لنفسك هل من تتمنى له يتمنى لك ذلك؟
نعم نحب لوالدينا وكذلك أبناؤنا لأن رضى الله من رضى الوالدين وكذلك الأبناء إن أعطيتهم ستجني ثمار ذلك لاحقا والعلم عند الله.
نرى من يفضل غيره على نفسه وفي المقابل يعتقد الغير عكس ذلك فيفضل نفسه أكثر أو شخص آخر على من يفضله على نفسه، هنا يكون العطاء على عكس التمني، فمن تتوقع وجوده معك في محنتك سيرحل وينسى جميلك غالبا فالقليل من لا ينكر الجميل في هذا الزمان.
لا تحمل نفسك طاقة فوق المعقول ولا ترهق نفسك في العطاء على حساب راحتك ومشاعرك فقد تندم في يوم ما.
البشر لا يظهرون مشاعرهم الحقيقية وتعتقد أن الجميع يفكرون كما تفكر وتظن، البعض كالشجرة المثمرة يستظلون بظلها ويقطفون ثمارها ويتلذذون بها ولكن قليل من يسقيها إذا عطشت ويهتم بها لتثمر من جديد.
حسن نواياك يفسرها البعض على ما يرى في نفسه، ولا يفسر بما تظنه أنت، فإن كنت سهل المنال نالوا منك وأخذوا قدر ما يستطيعون وإن تيبست أوراقك وجفت ثمارك تركوك.
فكن لنفسك أولا وعند إكتفائك فكر بغيرك، فلا تضحي من أجل غيرك كثيرا ولا تحرم نفسك لتعطي من لا يستحق والمواقف تثبت لك حسن النوايا.
من يتغير ويرحل لا تتعب نفسك كثيرا في البحث عنه، وإن عاد فاعلم أن الحاجة من أتت به إليك، ليس حبا أو شوقا إليك.
الكذب عاجلا أم آجلا سينكشف وستظهر ملامحه وستعرف من أنت ومن هم فلا تستغرب إن كانوا هم أقرب الناس إليك.
الغرور مقبرة الإنسان ونهايته الحتمية ما إن دب الغرور في نفسه، ولكن تجبرنا الظروف أحيانا على ذلك، نرى ونسمع ونتعلم من المواقف والمعطيات من حولنا، من الصعب أن يفهمنا الجميع والأصعب فهم أطباعهم، وبالرغم من ذلك يحكمون علينا من خلال ما يرون في أنفسهم والحر تكفيه الإشارة.
لا تطلب من الشخص شيئا أكثر من مرتين ولا تسأل عن شيء أكثر من مرتين ولا تطرق الباب أكثر من مرتين. ولا تتصل بأحد أكثر من مرتين.
لماذا مرتين؟
لكي لا تخسرهم في المرة الثالثة والثالثة ثابتة.
قبل الرد على محادثة أتتك من عزيز أصمت وتريث وهدئ من نفسك ولا تنفعل وتتسرع فالصمت يعني السلام والسلامة من الوقوع في الخطأ
والصمت أبلغ رد وأصدق تعبير.
حب لنفسك كما تحب لغيرك ولكن أنت أولا، كافئ نفسك قبل أن تكافئ غيرك قبل أن تخسر كل شيء ولا تجد من يضمد جراحك.
نكتب كثيرا لكي يقرأ من حولنا ونعتقد أنهم مهتمون لكتاباتنا ولكنهم يكتفون بقراءة العنوان أو مقدمة المقال ويحكمون على ما قرأوه سطرا أو سطرين وهذا أكبر دليل لمعرفتهم فإن قرأت باهتمام حتى آخر كلمة من هذا المقال فأنت من النادرين الذين يهتمون بالقراءة في هذا الزمان، لك مني كل التقدير ،والكاتب دائما ما يكون ممتنا لمن يتفاعلون مع طرحه مؤيدا كنت أم معارض.
“إنتهى”