غَافُ الشيخ يُظِل سَبلته الجديدة
سالم بن رشيد الناعبي
كانت يد الله فوق أياديكم البيضاء المباركة … أهلنا وسادتنا وأشياخنا في نزوى العلم والحضارة …
فأياديكم المديدة تشابكت وقلوبكم تصافت والسواعد شمرت والصفوف تراصت والنفوس تحابت وتوحدت والأفكار تقاربت والرؤى تداخلت والخيرات نضحت …
فجرت أنهر القواسم المشتركة بخيراتها في السواقي الممتدة الى السبلة العامة في غاف الشيخ على ضفاف الأبيض متخطية كل القناطر لتروي ساحة غراس الخير … جمعت الأيادي الأمينة ريالا ريالا . نسجت بها طوبا طوبا .. فشمخ البناء مترا مترا طولا وعرضا حتى أضحى معلما عاليا بعلو همم الرجال التي اتحدت واتخذت السبلة وسيلة وغايةوهدفا مجتمعيا ساميا … فسخر أولئك الرجال وقتهم ومالهم لخدمة مجتمعهم في علايتهم وسفالتهم متخذين رجالا أخرين في السر والعلن يعضدونهم ويرشدونهم ويشاورونهم في الأمر ..حتى سبقهم نجاحهم وفلاحهم …وما حفل الافتتاح المبهرالا ترجمة صادقة للنوايا الطيبة وحسن العمل المتقن … مما جعل ذلك النسيج المكسو بالإبداع يبرز.. فيخرج زاهيا بإحتفالية رائعة كروعة النفوس الزكية التي شيدت هذا الصرح الاجتماعي الشامخ الذي امتزج مع عرق الأخيار من أهل الدار وفضل أهل الإحسان .هاهو الصرح المشيد يقف اليوم عاليا ويقف حوله الصحب الكرام من رجال الوفاء والإخلاص لنزوى العز وعمان المجد …المحفل لن يكون للعزاء وعقد القران فحسب بل سيسمو شأنه الى ٱفاق أرحب يصعد سلمه حفظة القرآن الكريم والثقافة وصلاح الأحوال وليكون مدرسة لتعليم الأجيال علم الاخلاق وسلوك شهامة الرجال ..فالسبل العامة في الداخلية وكل أرجاء عمان تعتبر محطة انطلاقة للشباب آلى عالم الأصالة والتمسك بمنهجها المتميز الذي صاغ أسطره وفصوله السلف الصالح …. فهذه الخصوصية إنفرد بها أهل عمان دون سواهم من الشعوب الأخرى …شباب عمان يطالعنا كل يوم بإضافة مكتسبات جديدة يستمدونها من المنابع الصافية لأصالتهم ويراقبونها من أسطح بروجهم مقتدين بالأباء والأجداد في تطوير وتحديث العادات العمانية فيما هناك مجتمعات تنحدر تاركة موروثها تذره الرياح. بينما رجال عمان يزداد تمسكهم بموروثهم بل ويطرزونه بزينة العصر دون المساس بالأصل. وللحكومة الفضل في ترسيخ وحفظ هذه السبل لتظل منارة إجتماعية شامخة مدى الزمن .
بركة الموز ولاية نزوى
الأربعاء ١١ مايو ٢٠٢٢