السيدة الجليلة ودعم “فك كربة” لتحقيق الأمن الاجتماعي
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي-عضو جمعية الصحفيين العُمانية
تفضلت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم -حفظها الله ورعاها- ووجهت بتقديم دعم مادي لمبادرة فك كربة عبر مؤسسة عهد، وقد جاء هذا الدعم انطلاقاً من المسئولية الاجتماعية في دعم المبادرات الإنسانية على امتداد تراب هذه الأرض الطيبة، وإيمانا بدور العمل الخيري في المجتمع، كما أن هذا الدعم سيسهم في الإفراج عن عدد من المحبوسين في جميع محافظات السلطنة، وتحرص السيدة الجليلة -حفظها الله ورعاها- دائما على الوقوف مع الحالات الإنسانية، والتي ترى أنها بحاجة إلى مساندة ودعم.
وقال سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة عبر فيديو خلال انطلاق المبادرة هذا العام: إن هذه المبادرة عملٌ إنساني إسلامي، أمر الله به سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد وعد بأن من فك كربة مسلم أن يفك الله تعالى كربته يوم القيامة، ودعا سماحة الشيخ المتسابقين إلى الخير من المجتمع إلى المشاركة في هذه المبادرة عبر إنفاق المال في التنفيس عن كرب المكروبين؛ ليتضاعف الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
ومبادرة فك كربة من مظاهر التكافل الاجتماعي التي تتبناها جمعية المحامين منذ عدة سنوات لكفالة الغارمين والغارمات، وسداد ديون المعسرين، وقد سجلت المبادرة نجاحات كبيرة في الأعوام السابقة من خلال الأيادي البيضاء التي تكفلت بحالات عديدة، وفك الكرب ومساعدة الناس لها آثارٌ إيجابية على المسلم نفسه، وعلى المجتمع، ويسهم في خلق الأمن الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع؛ فيكون الناس متكافلين فيما بينهم، يساعدون محتاجهم، ويتصدقون على فقيرهم، ويفرجون هم منكوبهم، وبهذا تتحقق معاني الأمن والراحة.
وقد سجلت المبادرة نجاحاً كبيراً خلال الأعوام السابقة بمساعدة قرابة الأربعة آلاف معسر من المحبوسين، أو ممن صدرت بحقهم أوامر حبس؛ بسبب المطالبات المترتبة عليهم في القضايا التي تختص المبادرة في مساعدتها، وشملت جميع محافظات السلطنة، وحصلت المبادرة على المركز الثاني في مسابقة جائزة السُّلطان قابوس للعمل الاجتماعي التطوعي.
خاتمة القول: في وطني العزيز تتجلى القيم الإنسانية النبيلة التي تحظى بالدعم الكبير من لدن مقام عاهل البلاد المفدى، والسيدة الجليلة -حفظهما الله ورعاهما- كما ويترجمها المواطنون والمواطنات متكاتفين يشد بعضهم بعضاً، وهذا ما تربى عليه العمانيون عبر تاريخهم الطويل، وقد كانت السيرة الإنسانية للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- عبر خمسين عاماً مضت تجديدا لهذا الترابط، وتعزيزا لنهج التكافل الاجتماعي في بلادنا.