جمعية الغارمين الخيرية .. متى ترى النور؟
حمود الحارثي
ما دعاني إلى الكتابة إلا ذلك الصوت المكلوم المتعلق قلبه بالأمل، أنينه مؤلم، تأرجحت الأمنيات في إشهارها بين تطلعات فقير متشتت الأولويات مرتجٍ، و بين غارم قابع خلف القضبان، تحدِّثه نفسه بشوق عن دفء نور الشمس وضيائها، وعن أطفاله الذين ينتظرون عودته، أملا في أنهم ما زالوا لم يدركوا يقينا سبب غيابه، وبين زوجة ثكلى حطمة الظروف سعادتها، تتقاذفها الأيام بين عزة النفس، والتساقط للناس لطلب الحاجة، يحدوها الأمل بأن غداً أفضل، والقادم من عمر أيامها أجمل، في ليلة شتوية تعزف موسيقاها سيمفونية عبر صرير الباب المزعج، ورحمة نوافذ مهشمة تقول للريح الباردة: تعالي نتقاسم الدفء فيما بقي من زوايا منزلنا العتيق. وبين ميسور الحال الذي أضاع بوصلته في غياهب الحياة؛ أملا في تصحيح المسار بعدما أرهقته متطلبات الحياة المتعددة والكثيرة، في زمن المفاجآت، والقادم المجهول. وبين قلم مسؤول متخم بالمال حد السمنة، يتحسس أحوال أبناء جلدته حتى يتيقن بأن إشهارها لا ضرر ولا ضرار عليهم.
وبين هذا وذاك استبشر الجميع نبل رسالتها ومكاسبها على الوطن والمواطن، كيف لا وهي المحملة في طياتها بالأمل لمن أثقلت كاهله الديون، وتذوق مرارة الصبر حد اليأس، بعدما عصفت بهم متغيرات العالم، اقتصادية كانت أو سياسية أو اجتماعية إلى أن بلغت ذروتها في ظل الجوائح الوبائي، ناهيكم عن عيون أطفال في عمر الزهور في كل مساء يحتضنون في أرق الأحلام والأمنيات الجميلة السعيدة، فهي بلا شك تخيلات قد رسمتها مخيلتهم البريئة بصمت، قبل أن يستسلموا لنوم عميق، فربما ترى النور يوما أو أنها ستمضي كليلة كليمة كالليلة التي سبقتها و *(…لَعَلَّ ٱللَّهَ یُحۡدِثُ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ أَمۡرࣰا) من الطلاق (١)*
أنا في اعتقادي بأن على الجميع أن يدرك قبل إشهار هذه الجمعية الخيرية التي نأملها جميعاً أن تحظى بدراسة عميقة مشفوعة بإحصائيات دقيقة لكافة المديونين، وأن يتم إنجاز مقاصدها بكل أمانة، وشفافية، وعدالة، ومهنية، وعلى الجميع تحمّل مسؤوليته الوطنية تجاهها، وإلا سيكون القادم أسوأ مما كان.