2024
Adsense
أخبار محليةقصص وروايات

كم قلت لك: إنني لا أحب الآفلين

حليمة حمد اليعقوبية

كل ما يدور برأسي الآن:
هل يستحق العمر أن ينتهى بنا المطاف ونحن على خلاف؟
هل تستحق أرواحنا أن نعذبها بالحرمان بأكثر شيء أحبته، وهو قرب من نحب؟
هل نعاقب أرواحنا بالبعد والتخلي…؟
هل عقابك لي جائر أو جائز؟
بأي ذنب قتلت اللهفة بداخلي؟
بأي ذنب أستحق حرماني من أغلي ما أملكه وأثمنه على هذه الأرض؟
من عسى أن أكون حبيبا أم صديقا أم مجرورا بعد أحد حروف الجر، مكسورا بالكسر، أم منبوذا من على وجه الأرض حتى يرضى من زادهم قربي منك بغضا لي؟
هل حقا ما زلت تجهل من تكون في قلبي؟!
هل حقا تعد نفسك رخيصا بعيني حتى تغيب مع الغياب؟!
هل حقا تغمض عينيك في كل ليلة دون أن يجول بخاطرك هذياني ورسائلي وعتبي وعنائي؟
لم يعد قلبي قادرا علي العتب..
لم تدمع عياني بعد فراقك وانتزاعك مني..
هل وجد الأعداء السكينة والهدوء والسعادة بعد أن فارقتني؟
هل كنت وأنا ألتمس بقربك شيئا من حقي من قبسك الملائكي، أسبب لهم إزعاجا حتى يكيدوا حولي؟
لِمَ ونحن نعلم أن هذه الدنيا دار عبور زائف، وأن أجمل ما فيها لقاء بك، وإن لم أحظَ بشرف انعكاس الرؤية الحقيقة أمامك، وحتى وإن لم تحاصرني تلك الهالة النورانية منك؟
ما زلتَ تسرق النبض، وما زلتُ أحاورك، وأستحضر طيوفك وصورك بيني وبين قلبي.
ما زلتَ النور، حتى وإن أخذوك وحجبوك عني..
رائحتك.. نظراتك.. ونبضي المكلوم غدرا..
آه.. لغدر الدنيا.. ولقلبك أنت.. !!
هل كان البعد كما عهدته منك؟
أحقا لا تعلم
أنك محفور في القلب
مرسوم في الذاكرة؟
لا يغيب الروح سوي الموت، وأنت انتزعت روحي مني
حتى أعميتني وأدميتني.
لم أعد أعرف معنى للفرح ولا الأحلام..
ما عاد شيء يبهرني، صرتُ أخشى أن يحدثني أحدهم أو أن يصب على مسمعي بوحا من حروفه.
صرت لا أطيق الهمس ولا أجيد الألفة.
لقد أصبحتُ عدوة لبني البشر.
لا أطيق كل من يسألني عن حالي.
وما حالي في غيابك؟!
ومن ذا الذي يسألني عن المساء كيف أحوالي وطاب مساؤك
حتى الصباح؟
أفتقدك من شروق..
وأحن إليك مع المغيب..
كم قلت لك:
إنني لا أحب الآفلين
وغبت..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights