ضياع وقت شبابنا إلى متى؟
عبدالله بن حمد الغافري
Alssedq@hotmail.com
الحمد لله الذي خلق الزمان وجعل الوقت مادة حياتنا، والصلاة والسلام على خير من استثمر عمره في الإيمان، وعلى آله وصحبه الكرام.
لقد شاءت الإرادة الإلهية أن نحتاج لشراء عشاء هذه الليلة من أحد المطاعم، وبينما أنا أصل عتبات المطعم المُطعّم بشاشة التلفاز الكبيرة، والتي كانت تغطي نقل مباراة عالمية، وإذا بي أرى جموعاً من الشباب قد تسمروا على كراسيهم من كثر ما يشدهم الموقف الرياضي الذي ما فتئ البعض منهم أن يبدي صراخه، وآخر يقوم من جلسته، وثالث يصفق من تأثره!! وكأنّ بيت المقدس قد فتحت أبوابه أو كأنَّ مشاكل الدنيا كلها قد وجدت سبيلها للحل والانفراج بدخول تلك الكرة في تلك الشباك!!
ما هذا الضياع لهذه الأوقات؟ ما هذا الهدر لأعمارنا؟ هل نحن فارغون إلى هذا الحد؟
عندنا كنا نخرج من مكتبة الجامعة بعد بحث طويل ونرى شبابًا يلعبون كنا نتساءل، وهل يوجد وقت للعب؟! من لديه ثلاثون جزءًا من القرآن الكريم، هل لديه وقت للّهو؟! من يعرف أن عمره محدود، هل لديه وقت للضياع؟!
ولماذا كل هذه الأموال التي تنفق على الملاعب الرياضية والأندية العملاقة؟!
أليس ثمرتها ما نراه من ضياع لأعمار شبابنا؟! أم أنه توجهٌ مفروضٌ علينا كي نعيش القهقرى في زمان يتقدم فيه جميع الناس، في زمان تحسب الأمم فيه حسابها لكل دقيقة، بل لكل ثانية في اليوم والليلة!
أخي المسلم انتبه لنفسك، أنت مساءل يوم القيامة عن عمرك فيم أفنيته، وعن شبابك فيم أبليته!
إن سياسة تضييع أوقات الشباب العربي المسلم له أهدافه المشؤومة في حلقة الإشغال بالتفاهات!!
هب أن فريقك الذي كنت تشجعه حاز كل كؤوس الدنيا، هل سيدخلك ذلك الجنة، هل سيقربك من الله بحسنة؟! ومن يموت أسفاً على خسارة فريقه هل يدخل ضمن موت الشهيد دفاعًا عن ماله أو عرضه أو وطنه أو دينه؟؟
قال سبحانه: { وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةࣲ ثُمَّ جَعَلَكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰاۚ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا یُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرࣲ وَلَا یُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦۤ إِلَّا فِی كِتَـٰبٍۚ إِنَّ ذَ ٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ }
[فَاطِرٍ: ١١].صدق الله العظيم.
فمن أصله من تراب، يقينًا سيعود للتراب والحساب! فليحذر من نقصان عمره في لا شيء!