أينما وقعْتِ نفعْتِ
علياء بنت خميس الحنشي
كمْ من قلوبٍ كسرَتها مواقف الحياة، فكنتِ لها جابرة، وقلوب فرقّتها كلمة جارحة فلملمتِ شتاتها!
فهناك قلوب اتّصفت بالقسوة، فكنتِ سبباً لجعل الرحمة مورداً لها ومَعيناً، وأخرى تائهة في غيابة الجبّ، فأنرتِ طريقها، فصار الهدى عنواناً لها وطريقاً، وهمماً شحذتها؛ فصارت تلامس النجوم في عليائها، وخطىً تعثرت، فكنتِ لها سنداً ومُعيناً للنهوض والسير نحو العُلا والتقدم.
فأنتِ كشجرة يانعة ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾. (إبراهيم: من الآية25).
أثنى عليكِ خير الورى مبعوثاً بقوله صلى الله عليه وسلم:(الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ). البخاري(2989)، فكنتِ ملازمة له ولصحبه؛ فأسَروا القلوب بطيبتكِ، فكان حقاً علينا أن نجعلك للساننا عطراً يفوح عبيراً، فتنشرح به صدورنا وتبتهج، وتكوني لمجلسنا جليساً تؤنِسين به من صَحِبَك.
وأنتِ لن تنسينا في يومٍ تجزع فيه القلوب وتنفطر، هناك ستملئين ميزان حسناتنا بالصدقات ثقلاً، وسندرك حينها أنكِ حقاً كلمة طيبة أينما وقعْتِ نفعتِ.