مبادرة المجتمع الفاعل بقرية المضيرب التاريخية .. نموذجا
المبادرات المجتمعية وأثرها في خدمة المجتمع
حمود الحارثي
مما لا شك فيه بأن رقي المجتمعات وتطورها لا يتأتى إلا بسواعد أبنائها الشابة، وبتكاتف أفراد المجتمع شيبًا وشبابًا، نساء ورجالا، المتوهجة بحب العطاء .. المؤمنة بأهمية العمل التطوعي قولًا وعملا.
فأنا في اعتقادي ليس حقيقًا أن تطلق مبادرة مجتمعية كافيًا وصفها نموذجا، بل على العكس من ذلك، أن تستمر هذه المبادرة المجتمعية لأكثر من ( ٦ ) نسخ، وتنفذ بذات الهمة والنشاط على مدار ( ٦ ) أعوام متتالية، وقد صاحبها العديد من التنوع والتطوير والأفكار المبدعة؛ لجدير بها أن تكون نموذجًا كما هو الحال بمبادرة المجتمع الفاعل بقرية المضيرب التاريخية( المضيرب .. تستحق).
حيث جاءت في كل عام بنسخة جديدة، يلامس المتتبع لها مدى تطور ونضوج هذه التجربة المجتمعية الرائدة التي يقوم بها أبناء قرية المضيرب عامًا بعد عام من أجل قريتهم، والذي يأتي انعكاسا لمدى حبهم وتعلقهم بهذه القرية القابعة وسط الجبال الزاخرة بتاريخ أمة، وذكرى الأجداد، فهي الساكنة في أعماق القلوب وبين شغافها، وبلا شك فهي المستحقة لذلك.
كيف لا .. وهي مسقط رأسهم، ومنبع علمهم، وبدايات تكوين شخصياتهم بين حاراتها وقلاعها، ومياه أفلاجها وبساتينها، نموا وترعرعوا عمرًا بين طفولة وصبا، وليس عجبًا أن تنغرس تفاصيلها في نفوسهم الزكية المعهودة منهم، والمتوقدة بعشق قريتهم المضيرب كما عرفناهم.
لقد سعدنا بما رأيناه من لحمة مجتمعية أبهجت النفوس، وأسعدت الخواطر؛ فلكم أبناء المضيرب من القلب أزكى تحية.
أسأل الله أن يديم عليكم نعمة الفرح، وأن لا نراكم إلا وأنتم نجومً تتلألأ في سماء قريتكم المضيرب لا تأفل.