وفاضت روح المقدم إلى بارئها
خميس بن محسن البادي
ورحل عن دنيانا المقدم سلطان بن محمد بن عبدالله البادي من جهاز شرطة عمان السلطانية، رحل وهو قد هبَّ لتلبية نداء الواجب، مرتدياً بزته العسكرية المتزينة بأنواط الجهد والعطاء التي اكتسبها على مدى سنوات من خدمته لهذا الوطن المعطاء وأبناء شعبه الكرام الأوفياء، رحل ولا أعلم حقيقة ما إذا كان غيره قد فارق الحياة في المكان ذاته واللحظة إياها نتيجة ما نعلمه عن سبب وفاته التي آلمت نفوسنا نتيجة هذا الفقد المؤلم والمقدّر بأمر الله سبحانه وتعالى، ومع العوامل المحيطة من زحام وحرارة، وما قد عاناه من قبل من ظروف صحية. وهن قلبه وهو ينظم حركة المتدافعين وسقط مغشياً عليه، وكان أمر الله قدراً مفعولاً، فــلله الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
فاللهم ارحمه واغفر له، واجعله ربي من زمرة الذين تفتح لهم أبواب الجنة، واجعله ممن يقال له: “سلام عليك طبت؛ فادخلها خالداً”، وأرضَ عنه واجعله ممن يقول: {وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُۥ وَأَوْرَثَنَا ٱلْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَٰمِلِينَ}- سورة الزمر آية ٧٤.
لقد رحل المقدم وترك التأويل والتأليب لغيره تبريراً لما حدث، فمنهم من يلقي باللائمة على ما سمّـوْه بالمشهور، ومنهم من ألقاها على الشركة مستندين في ذلك على تلكم الورقة التي أطلقوا عليها ترخيصاً بالموافقة على عمل التخفيضات، ولكني ما أراهم إلا قوماً يحاولون عبثاً التنصل عن مسؤولياتهم بالتخفي وراء تلكم الورقة المسماة ترخيصاً أو تصريحاً. أو لا يعلمون هؤلاء أن الترخيص يجب أن تتبعه شروط يتم وضعها من قبل الجهات المعنية والتي يجب أن تكون ضمن أساسيات ذلكم الترخيص / التصريح (أيهما أصوب)؟ وهم يعلمون علم اليقين أن إعلان التخفيض على السلع قارب أن يكون بالمجان، والذي لا ريب أنه سيقابله حشود غفيرة من عامة الجمهور كما رأينا وحدث فعلاً؛ وكان سبباً فيما حدث.
أيها المختص المسؤول؛ كن على قدر ما منحت من مسؤولية واخرج للعلن، وقل إني أخطأت، فاليوم لديكم السوق الإلكتروني وهو يغني عن الحضور، وكان بالإمكان الإرتكان إلى هذه التقنية في عملية البيع، ولديكم الخيام مختلفة الأحجام والمساحة ومتعددة المداخل والمخارج وما على الشركة إلا أن ترضخ لشروطكم وتنفذها مع اشتراط تأمين الحراسة الأمنية من قبل خدمات الأمن والسلامة، فإن ما ادعيتم به من سوء التنظيم فأنتم سببه كونكم لم تتخذوا مبدأ- الوقاية خير من قنطار علاج – وإذا كان اللوم على الشركة مرة بصرف النظر عن توجهها ونياتها من عمل هذا التخفيض الفريد من نوعه على سلعها؛ فإن جهات الاختصاص ملامة مرات ومرات، ولا أرى ذنباً للمشهور فيما ذهب إليه بإعلانه عن نية التخفيض المزمع إقامته، لاسيما إذا كان نشر الإعلان قد صدر بعد ما أسميتموه بالموافقة على إقامة فعالية التخفيض، ومنحكم للشركة الترخيص.
فلتراجعوا حساباتكم في مقبل الأيام، وضعوا نصب أعينكم أسوأ الاحتمالات وقوعاً في توجهاتكم في مثل هكذا أحداث، وصححوا من إجراءاتكم بما يحفظ سلامة الأرواح والممتلكات وبما ينظم سير ازدحام المكان بالمتسوقين، فكن أيها المسؤول فظاً غليظ القلب مع الشركات ليّناً طيّعاً مع المستهلك..
حفظ الله بلادنا وأهلها، ورحم الله شهيد الواجب وغفر له وتجاوز عنه، وجعل الجنة مسكنه، وألهم أهله وأحبته نعمة الصبر والسلوان.