رفقة عمر ،،،
علياء العامرية
سؤال لطالما أرهق عقلي المُضجع بالأفكار. مَن هو صديقي الحقيقي؟ و سؤال آخر يتصادم مع الأول و يحاول نفيه مِن الوجود. أ هناك أصدقاء حقيقيون أصلا؟
جَلَستُ وحيدة ذات مرة، فتركت العنان للخصام المُستمر بين السؤالين المُزعجين و فجأة! قفزت في رأسي فِكرة مُتطفلة لتُنهي الحرب المُستمرة بينهما.
و الطريف أن الفكرة المتطفلة ذاتها أجابت على السؤال الثاني قائلة و بكل ثقة: نعم.. هُناك أصدقاء حقيقيون وصفهم الحكماء: بأنهم كالعين و اليد.إذا بكت العين مسحت دمعها اليد و إذا نزفت اليد بكت مِن أجلها العين؛ لذا يا عزيزي فإِن اختيار الصديق المُناسب هو مَا يجعلنا نُدرِك بأن الأصدقاء الحقيقيون موجودون في كُلِ مكان.
أما بالنِسبة لمن هو الصديق ؟فمن وجهة نظري المتواضعة هو ذلك الإنسان الوحيد الذي يفهم صمتك قبل أن تتكلم، يقرأ ما وراء السطور في كِتابِ حياتك و المهم أنه لا يسمح أَن تذكرَ بسوء في غيابك أو حتى حظورك.
صديقك الحقيقي من إن أصابك مكروه أحس بِك و مسح دمعك و خفف ألمك. صديقك الحقيقي من يعذرك حين تغيب و يضم اسمك مع اسمه في دعاءه و ينصحك حين يراك تخطأ. صديقك الحقيقي من يضيف لحياتك سعادة بمعنى الكلمة و يُغيرك للأحسن بما يرضي الله جل و علا.
الصداقة أعمق مِن كلمة تُقال فهي أفعال قبل أَن تكونَ أقوال. فعِندما تتقبل صديقك بِكُل حالاته،بحزنهُ و فرحه بصمته و حديثه، و عِندما تتغاضى عن الاختلاف بينكما لأنك تؤمن بأَن الاختلاف لا يُفسِد في الوِد قضية فأنت يا صديقي صديق حقيقي.
إِننا نجِدُ أصدقاء بِمعنى الكلمة عِندما نكونُ نحن أصدقاء حقيقيون، فمثلما تذبل الشجرة حينما لا نرويها ،تذبل الصداقة حينما لا نُعطيها حق قدرها.