تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

ثرثرة في موضوع الباحثين عن عمل

فاطمه بنت عبدالله بن علي الحماديه

تعد مشكلة الباحثين عن عمل من أبرز التحديات التي تواجهها البلاد هذه الأيام وإن لم تكن أهمها ومن أبرز أولوياتها، ويتضح ذلك في اتجاه الحكومة الدائم للاستجابة للمتطلبات ، لكن لي في ذلك وجهة نظر ولعل هناك من يخالفني في الطرح لكن كما يقال الخلاف لا يفسد للود قضية ، فما أراه أن ما يحدث هو ثرثرة في موضوع الباحثين عن عمل، وقد لا تكون هذه الثرثرة سلبية فهناك ثرثرة إيجابية لكن متى ما تقف الثرثرة الإيجابية عن إنتاج حلول للمشكلة يتحول جزء منها وليس كلها لثرثرة سلبية ، ولي مأخذ هنا ففئة الباحثين عن عمل هم قلب الوطن النابض وهم الثروة الحقيقية التي لابد أن يتم التركيز عليها فبهذه الفئة تقاد البلاد ، والثرثرة السلبية هذه تتأتى من المنظور المحدود المتاح على طاولة الحديث عن الباحثين عن عمل ، فهل بالإمكان إعطاء الموضوع حيز من التفكير خارج الصندوق ، وأن ينظر لعلاج هذه المشكلة من زاوية أخرى ؟ .
ونبدأها من طرح سؤال مهم هل نحن بلد مستورد أم مصدر؟ نحن بالأحرى نستورد كل شيء المأكل والمشرب والملبس وغيرها من الاحتياجات صغيرة كانت أم كبيرة، أساسية أم غير أساسية، وعليه ألا يمكن أن تكون الثرثرة في موضوع الباحثين عن عمل تركز على هذه الجوانب ، ولتوضيح مقصدي هنا أطرح بعض الأفكار وأبدأها بالثروة الزراعية ، أليس بالإمكان إيجاد فرص عمل للشباب في هذا الجانب ونحقق الاكتفاء الذاتي على أن تخصص لهم رواتب كما في القطاعات الحكومية والخاصة وبدرجات مالية بشرط أن تدار بطريقة مقننة ومنظمة والمستفيد في الأول والأخير هي البلاد ، وبذلك نكون بمنأى عن التحديات التى تواجه العالم ككل فإلى متى نعتمد على غيرنا في جلب كل شي ، حتى الأجبان والألبان وصنعها ، والجميل هنا أن هناك توجه واضح في الحكومة في ذلك ، لكنه قد يكون فقط محدود ولا يتجاوز إنتاج الألبان فقط ، أما إذا تم التفكير في عمل مصانع للأجبان فهذه نقلة نوعية تسهم في سد الاحتياجات ، كذلك زراعة الفواكة والخضروات واستثمار الأراضي الزراعية الواسعة تحت إشراف وزارة الزراعة والثروة السمكية والتي اصبحت للأسف صحراء قاحلة استهلكتها العمالة واستنفذت مخزونها من المواد المعدنية وتركتها تواجه مشكلة الملوحة .

أنتقل لجانب آخر مهم ولا يقل أهمية عن الثروة الزراعية والحيوانية ، ألا وهو الثروة السمكية والتي بالإمكان أن تكون أيضا مضخة قوية لعدد من الوظائف للشباب ، لكن كما قلت التنظيم والتقنين من قبل الحكومة لا فقط وظائف إدارية وإشراف عام، وهنا لا يفوتنا أن نذكر بأن هذه الثروات المنسية هي موروث طبيعي وتراثي خالد جسدت جلادة الشعب العماني الذي يثرثر باستمرار بأن أجيالهم غير قادرين على ذلك وخصوصا مع تحديات القطاع الخاص .

لا ضير في أن ما أطرحه يشكل تحدي كبير لكن ليس بتلك الصعوبة فمن السهل تطويع كل ذلك والاستفادة من الدول التي تتناسب ظروفها مع ظروف السلطنة ولا ننظر للدول التي سمحت ظروفها بالوصول لمستويات أعلى، فمن الدول المنتجة التي تتوافق مع ظروفنا اندونيسيا على سبيل المثال لا الحصر فكم من مصانع بسيطة لصناعة القماش فيها جهزت بمعدات متواضعة لكن في النهاية غطوا احتياجاتهم من الملبس.
أيضا قد تلعب عملية تطويع المناهج في التعليم وتطويرها دور في غرس هذه الثقافة في الأجيال وإيجاد معاهد مهنية، الحلم الضائع الذي ظهر فجأة ولم تظهر نتائج من كثرة الثرثرة فيه، كباقي الأفكار والمشاريع في الدولة .

أقولها بصدق يستطيع الباحث عن عمل أن يكون مبدع في أي مكان سواء صناعة الملابس أم الصابون أم العطور أم المواد الغذائية أم استغلال الثروة السمكية والنجارة والحدادة وغيرها فقط ابعدوا عن الثرثرة في موضوع الباحثين عن عمل وحولوا الجزء السلبي منه لجزء إيجابي وعندها أراهن بأننا سنكون في المسار الصحيح منتجين لا فقط مستهلكين ومستوردين .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights