ولاية صور تحتفل بالشعبانية
صور – بدر بن مراد البلوشي
بعد انقطاع عامين بسبب تداعيات جائحة كورونا كوڤيد-١٩ والعزلة التي فرضها الوباء على العالم أجمع والتحولات التي طرأت على مختلف مجالات الحياة .. هانحن نعود شيئا فشيئا الى طبيعة الحياة المستقرة بإذن الله تعالى ونشير بالذكر هنا ليلة النصف من شهر شعبان ( ١٤ شعبان )، هذه الليلة التي لايمكن لأهالي صور أن يتجاوزوها فهي تمثل يوم استثنائي لأطفالهم وهي ما تسمى بالشعبانية أو حق الوقفه . هذه العادة السنوية التي يتوارثها أجيال الولاية جيلاً بعد جيل .
حيث لا يمكن أن نصف فرحة الاحتفاء بها في عيون صغارنا ومشاعر كبارنا ونظرا لما طرأ عليها من تحفظ في العاميين السابقين إلا أنها تعود بقوة في وسط خصوصية العادات والتقاليد والحفاظ على الموروث الاصيل .
فالشعبانية في صور ستبقى على الدوام عادة حميدة تقام في الولاية فمن جانب أبطالها الأطفال الصغار الذين يجوبون المنازل منذ الصباح الباكر حيث يتنقلون بين البيوت كمنازل الاهل والارحام والجيران والاصدقاء والبعض يذهب الى الحارات الاخرى وان لم يكونوا يعرفون اصحاب البيت فالشعبانية تقدم للجميع ، وتستمر جولة الأطفال من الصباح حتى غروب الشمس ، حيث يقدم لهم الأهالي بل ويجزلون لهم الهدايا والعطايا بمختلف انواعها سواء كانت نقودا أو حلويات .
وهذا يترجم مفهوم الشعبانية مع اطفالنا كتعزيز روح التكافل الاجتماعي وغرس قيمه ومبادئه في نفوسهم والجانب الاخر فهو الاخراج العام لهذه الشعبانية والذين يكونون ابطالها الكبار ( الأهالي ) فهم من يعدون ويستعدون لها قبل أشهر في وسط ترقبهم لهذا اليوم حيث يخرج الاطفال بأبهى حلة مع اخوانهم و أصدقائهم وأبناء الجيران وهم في غاية الفرح والسرور وكأنه يوم العيد بل هو كذلك في عيون أطفالنا .
وأما ملابسهم الزاهية فهي تتحدث عن نفسها من ناحية ألوانها البراقة وخياطتها الدقيقة ذات الهندسة الجميلة التي وضعت نساء الولاية فيها اجمل رسوم الابداع .
ومن العجيب في هذه الاحتفالية بأن جميع بيوت صور يحتفون بهذا اليوم و جمعية المرأة العمانية بصور تعيد إحياء التراث والعادات القديمة بالولاية .والذي يعتبر جزء من أهدافها وغاياتها السامية .
وبما أننا ما زلنا بين ثنايا الاحترازات فقد اقتصرت احتفالية الجمعية هذا العام على اطفال الروضتين ( فرع المرتفع – وفرع الروضة ) وأطفال مركز الوفاء لتأهيل المعاقين وأطفال مركز بهجة للتوحد والأطفال المرقدين بالمستشفى وأطفال الأسر المعسرة ) . .
وإذا كان هناك فرحة وبهجة في عيون أبناء الولايةصغارها وكبارها فإننا لم ننسى أن نكون موجهين ومذكرين المجتمع بأخذ الاحترازات لأبنائهم سواء كانت صحية أو اجتماعية وذلك من خلال توجيه رسائلنا التوعوية للأهالي للحرص على أمان وسلامة الأطفال خلال احتفالهم بالشعبانية .
ومن هنا نستطيع ان نقول بأن الشعبانية هي ثقافة متأصلة مع أهل الولاية فلا يفهمها ويدرك قيمتها إلا أبناء العفية وأهلها الصغار منهم والكبار والتي يتعاقبها الاجيال محافظين عليها وعلى رونقها على اعتبار انه موروث لا يمارس الا في ولاية صور التي تزخر بالعديد من الموروثات التقليدية .
فنرى الفرحة المشتركة بين الصغار والكبار .ويكفينا فخرا بأننا نحافظ على أصالتنا وتراثنا المجيد الذي تتميز به محافظات وولايات السلطنة عامة وبمختلف انواعها من العادات والتقاليد الحسنة والمحببة إلى قلوبنا .