2024
Adsense
مقالات صحفية

غاياتنا هل لحياة أفضل أو أسهل؟

خلفان بن ناصر الرواحي

هل نحن نبحث عن حياة أفضل، أو حياة أسهل؟
سؤال يتبادر في أذهاننا، وتعترينا بعض الضبابيات من أجل فهم متطلباتنا وغاياتنا، فتختلط علينا بعض المفاهيم، وربما تطير بنا مخيلتنا في عالم الخيال اللا محدود؛ فنقع حينها في مستنقع البحث عن المجهول، ولا نصل لغاياتنا.

نتفق جميعًا على أن لكل إنسان طموحًا، وطموح الفرد الإيجابي هو السعي المستمر من أجل التنمية المستمرة؛ حيث يبدأ بذاته ولا ينتهي منها، تدفعه الإرادة النابعة من قوة الدافعية المنبثقة من ذاته؛ لأنه ترسخ في لا شعوره أن التغيير يبدأ من الإنسان نفسه، وبتغيّره يتغير كل شيء؛ لذا إذا أدركنا ذلك المبدأ والغاية فلا توقفنا العوائق، ولا التقدم في مراحل العمر، ولا انعكاسات الواقع الجديد الذي نعيشه أو نتوقعه، ويسعى كل منا بأن يعمل ليل نهار لتطبيق القواعد التي يراها مهمة لتنمية ذاته، وإيقاظ مكامن قوته وهمته، وتوظيف طاقاته المدفونة، حتى يصبح رمزًا من رموز الإيجابية التي يشار إليها بالبنان، وكتلة من الإنتاجية؛ فيصبح القدوة التي يستفاد منها ومرجعًا مهمًا لنفسه ولأسرته ولوطنه وللآخرين.

ليس كل شيء في حياتنا سهل المنال، فالغايات والطموحات كثيرة، ولن تنال بالتمني، فلن يصل إليها من يتقوقع عند مواطن الضعف ويستسلم أمام التحديات، ولن ينالها من أصابته آفة الغرور ولم يحترم ذاته، ولن يصنع الأمل لنيل الحياة الكريمة لما هو أفضل إلا من ملأ فراغه بما هو مفيد، ومن أدرك أهمية مصاحبة الخيّرين وأصحاب الخبرات للاستفادة منهم.
فالناجح هو من وفق في اختيار الطريق السليم والمدروس بعناية، مراعيًا ظروف الواقع مبتعدًا عن الوقوع في شباك الانفعال والتحامل وتصيّد العيوب، مستفيدًا من تجارب الآخرين في زمن شدة الحياة وقساوة الظروف، وتفشي الجهل والفقر، ومتأملًا في حياة الآخرين دون النظر لمن هو أعلى ثراءً وجاهًا.

فلنأخذ مثالًا من واقع حياة الأجداد والآباء لما قبل خمسين عامًا في وطننا عُمان، عندما سافروا خارج الوطن بعيدًا عن أسرهم، وأهلهم، ما الذي دفعهم لذلك؛ هل البحث عن حياة أفضل أو حياة أسهل؟
إنهم يبحثون عن توفير حياة أفضل لهم ومن يعولون، ويدركون وعورة ذلك الطريق من أجل الوصول لتلك الغايات، وتدفعهم الرغبة الصادقة لتوفير العيش الكريم؛ لأن معطيات الواقع المعايش في الوطن لا يسعفهم لبلوغ تلك الغاية، متسلحين بالصبر والدافعية الصادقة التي أجبرتهم على اتخاذ ذلك القرار، متوكلين على الله بنية صادقة للعيش باستقامة وأمانة؛ لأنها منبع الكرامة لهم دون الاستسلام لحلكة سواد الفقر والجهل.

لهذا علينا أن ندرك بضرورة تحصين أذهاننا من الأفكار الهدامة، ومقاومة الموجات السوداوية التي تعترض طريقنا، وبألا نلتفت لأي رسائل ليست في صالحنا وتقودنا إلى الوهم، فلنا كرامتنا التي أكرمنا بها الكريم، فلا ينبغي أن نتنازل عن هذا التكريم بعقدة النقص وضعف الثقة بأنفسنا، ولنراجع أنفسنا لفهم حياتنا، ونعاتب أنفسنا أن كنّا وقعنا في هذا الزيف والخداع، ونعاتب ذواتنا مراجعة العقلاء دون إحباط ولوم، ولكن تصحيحًا لا هزيمة ولا استسلام، ونبتعد عن تقمص الشخصية المتذمرة التي تعتقد أنها ليست هي في المستوى المطلوب الذي يستطيع أن يصل لتلك الغاية؛ حتى لا نخسر أنفسنا، والواجب الذي وجدنا من أجله في هذه الحياة، ولن نستفيد من تجارب الآخرين نجاحًا كان أم فشلا، فالنجاح هو للاقتداء والفشل للارتقاء، فأهدافنا وأولوياتنا هي من أهم الأمور التي يجب أن نكون واعين لها، وعلى إدراك تام بها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights