وجود المربية تطوير أم تدمير
بقلم: ناصر العبري
الطفل حين يولد لا يرضع لبن الأم فحسب، بل حنانها أيضا مفقود، ولو استبدلنا بالأم امرأة أخرى؛ لترضعه سنرى كيف سيرفض الطفل الأمر؛ لأنه يشم رائحة الأمومة من خلال الرضاعة، فكيف لو استبدلنا بالأم مربية أو خادمة لتهتم به؟
وهناك عدة دراسات بأنه يُعالج في المستشفيات أطفال كثيرن يعانون من مختلف أنواع الاضطرابات النفسية، من الخادمات اللواتي سببن لهم المخاوف والوساوس المرضية، ونوبات الهستيريا. كما أن أمهات عاملات كثيرات يذهبن إلى المستشفيات بأطفال تم تدميرهم بواسطة الخادمات؛ ولذلك من الأفضل بقاء الأم أطول فترة في البيت مع طفلها؛ لأنها ربما تجني بضعة ريالات، وفي المقابل تفقد أولادها.
مخاوف:
والتأثير النفسي في الطفل جرّاء بقائه مع الخادمة لا يكون سلبياً فقط إن كانت الخادمة سيئة، وإنما حتى وإن كانت طيبة!! «فالخادمة الطيبة جداً ستؤثر في علاقة الطفل بوالدته، وهناك مخاوف من ترك الطفل مع الخادمة الطيبة، لأن هناك فرقاً بين الأم البيولوجية، والأم التربوية ومن ثمَّ إذا كانت الخادمة تقوم بالحب والرعاية والعطاء، فالحب سيكون لها وليس للأم؛ لأنها ستصبح بديلة لها».
إن توفير خادمة أو مربية للأطفال في المنزل يعد تدميرا وليس تطويرا من وجهة نظري، كما أن الوالدين في حال غيابهم عن المنزل لا يدركون ماذا يحصل لأطفالهم من خوف وتوبيخ لهم حتى أن الأطفال لا يستطيعون إبلاغ والديهم بما يحدث لهم في فترة غيابهما عن المنزل؛ ورحم الله أمهاتنا في زمن لم تكن تتوفر فيه الكهرباء، والغاز، ولم تصل المياه للمنازل، بل تقوم الأم بتربية أبنائها، وجلب الماء والحطب على رأسها، كما تربي الأغنام والأبقار في المنزل، وتجلب الحشائش لهما، وتقوم بعمل الخبز، وتنظيف المنزل وغيره من الأعمال المنزلية، وهي وحيدة؛ لكن تلك الأم أنشأت أبناءً تمت تربيتهم على عاداتنا وتقاليدنا واحترام الآخرين، وأصبح منهم: الوزير والوكيل والضابط والمدير..؛ فتحية لكل أم جاهدت وصبرت في ذلك الزمن الجميل “زمن الطيبين”.