وطنيَّات ” إماطةُ لِثامٍ عن عَراقة عُمان التاريخية“
شيخة الزهيميّة
زارني ذات مساء ضيفٌ عزيز، فيه من عبق عُمان الماضي، وشذى تاريخه التليد، موسوعة “تاريخ عُمان عبر الزمان” إماطةُ لثام عن عراقة عُمان التاريخية، ذلك الإصدار الموسوعيّ الذي يوثّقُ حكاية الإنسان الأولى منذ بزوغ فجر النّهضة المباركة، سعيْتُ ووالدي في البحث عنه، لاقتنائه، ورؤية عمان عن قرب، وتأمل قداسة رجل عمان الراحل-طيّب الله ثراه- في سعيه الحثيث، وعظيم أعماله المُقدّمة من أجل رقعة من الأرض، بل من القلب يُقال لها عُمان، ها هي اليوم تضوّعت بها الأرجاء، تسكن بين أروقة مكتبة المنزل، مطرّزَة بثوبها الأحمر ومخطوطها الذّهبيّ.
توثّقُ هذه الموسوعة حكاية الإنسان خلال هذه الحقبة من الزّمن، وتضمّ بين دفتيها عصور ما قبل التاريخ إلى عصر النّهضة المباركة انتهاءً بوفاة أعز الرجال -طيّب الله ثراه- دُشِّنت رسميا بتكليفٍ سامٍ من لدنِ جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم-حفظه الله وأبقاه- اهتماما منه وعنايةً بعمان وتاريخها، وحفاظا على موروثها من الاندثار، جاء هذا في حفل افتتاح الدورة الخامسة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب، وتحت رعاية صاحب السمو السيّد شِهاب بن طارق آل سعيد مُستشار جلالة السّلطان، وعددًا من الوزراء والباحثين العاكفين على العمل والإعداد والتحرير لهذه الموسوعة الشاملة.
كثيرا ما تناولت كتب التاريخ حضارة عمان عبر الزمان، لكن ثمّة لمسات فريدة وجدتُها في المرة الأولى من تصفحي لأجزاء الموسوعة الخمسة، فهي تسير بك إلى عمق القديم تارةً، وتجبرك على تنفّس الحداثة تارات أخرى، فعناوينها وصورها المنتقاة كانت سبب استمراري وتشوقي لقراءة المزيد فيها.
أُشجّع الإصدارات الفريدة ذات الطابع الوطني، التي تَهِبُ العمانيّ فخرا، وغير العماني شغفا وتشوقا لقراءتها، كما أدعو كُل عماني لقراءة هذه الموسوعة الشاملة، وأشير إلى ضرورةِ تسليط الضوء عليها من قِبل المَعنيين في الوزارات، وخاصةً بها ” وزارة التربية والتعليم” لتوظيفها في المناهج الدراسيّة، نظرا لأهميتها البالغة في إعداد شبابٍ عماني، معتزٌّ بقديمه، طامحٌ لكلّ مستجدٍ يُسهِمُ في خدمة وطنه بإخلاصٍ وتفان.