الإسراء والمعراج،، منبع الرسالة المحمدية
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
——————————
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
(أحمد شوقي)
إنها مناسبة كريمة غالية في قلب كل مسلم تحققت في أحداثها معجزات تعجز البشرية عن تصورها، ففيها فرضت الصلاة، وفيها رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما جعله الله لعباده المخلصين من البشائر وللكافرين من المصائب، وفيها وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى شجرة المنتهى في السموات العلى .
قال تعالى :
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). (الإسراء:1)
إذاً هي رحلة إيمانية كاملة كرم الله بها نبيه، وهي معجزة من معجزات سيد البشر؛ حيث أسرى الله -سبحانه وتعالى- برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بفلسطين برفقة سيدنا جبريل -عليه السلام-، ثم أعرج به إلى السموات العلى في رحلة ركب فيها (البراق) شملت أحداثا كبيرة شكك فيها الكفار والمنافقون. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصف لهم ما حدث له بدقة متناهية عجز العاقل فيها عن تكذيبه صلى الله عليه وسلم .
اليوم تحتفل الأمة بتلك الرحلة المباركة التي اختص الله بها رسوله الكريم، ومن خلالها تستذكر الأمة هدْي نبيها وسيرته العطرة وعظمة الإسلام، وما جاء به من خير للبشرية جمعاء، وفضل تلك الليلة علينا جميعاً في فرض الصلاة، وتكريم خاتم المرسلين بهذه الرحلة الإيمانية الراسخة في جذور التاريخ المشرقة بأنوار الرحمة المحمدية على أفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
في هذا اليوم الأغر من أيامنا السعيدة ندعو الله جلت قدرته أن يجمع شمل المسلمين، ويوحد صفهم، ويعلي كلمة الدين، ويحفظ أوطاننا وأوطان المسلمين، إنه سميع مجيب الدعاء .