الرشوة … ضياعٌ للكرامة وهضمٌ للحقوق وخيانة للأمانة
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
الأمناء هم أولئك الذين يخشون ربهم تبارك وتعالى، يرجون تجارة لن تبور، أمناء مع أهلهم، وفي محيط مجتمعهم، أمناء في أعمالهم والمهام المنوطة بها، أمناء كذلك في تعاملاتهم .
إن الرشوة في أي مجتمع من المجتمعات هي صفة من صفات الضالين، وهناك أفراد أعمتهم الأموال التي يجنونها بالباطل عن رؤية الحق في التعاملات التي تُجسدها تعاليم الإسلام .
إن الرشوة إذا شاعت بين الأفراد، تداعت أركان مجتمعاتهم، وهبطت المستويات الأخلاقية إلى الحضيض، وإلى عاقبة لا تُحمد عُقباها. وقد ظهرت في المجتمعات فئة مذمومة من المرتشين ممن سولت لهم أنفسهم أكل المال الحرام، واللعب بالمال الذي تقاضوه بغرض الحلفِ الكاذب، أو شهادة الزور، أو تخليص معاملة معينة لفرد أو لأفراد بها عوائق رسمية تمنع تخليصها، لكن الموظف الذي تعامل مع هذه المعاملة أنجزها بطريقة غابت فيها أمانة الوظيفة، فترى المرتشين شيدوا منازل، واقتنوا سيارات، ولبسوا أجود الملابس، وأصبحت أرصدتهم البنكية مرتفعة، وامتلكوا المحلات والمزارع .. وغير هذا كثير؛ وذلك بعد أن كانوا في فقر مدقع، وفي واقع حياة بسيطة معتمدين على رواتبهم الشهرية !!!
إن هذه التصرفات لا تمتُ أبداً بأي صلة مع الأخلاق، بل يمكن وصفها بأنها ضياع الكرامة، وهضم الحقوق، والغش والخيانة، وفوق كل هذا وذاك عدم الخوف من الله عزوجل.
خاتمة القول: إذا ظهرت الرشوة في أي مجتمع من المجتمعات، فإن مصالح الدولة ومجتمعها سيصاب جميعها بالشلل، ولا بد من عقاب دنيوي أليم لهؤلاء ومحاسبتهم، حتى وإن تركوا الوظيفة … كما وأنه من الضرورة بمكان إيجاد قاعدة صلبة تغرس في عقول الأجيال لذة المال الحلال .